هُو شابٌ فِي مُقتبلِ العُمُر اسمه خالِد
فرحٌ بالحياة يضحَك ويلهُوا ويجِدُ ويجتهدُ فِي دراستِهِ فهُو يُرِيِدُ
أن يبنِي مُستقبلهُ وحياتهُ.
لم يكُن ولله الحمد مُسرِفٌ علي نفسِهِ, ولكِنهُ كان كغيرِهِ من الشباب فِي الكثِيِر
من الأمور مشغُوُلٌ بالدُنيا بعيدٌ عن الكثِيِرُ مِن الالتزام الذِي
أمرنا بِهِ ديننَا الحنِيِف.
حتَي جاء أمرُ ربِك وجاء اليوم الذي تبدل فِيِهِ خالِد
وتحول فجأةً إلي شخصٍ أخر وبدونِ أي سابِقِ إنذارٍ
نعَم ذهبَ خالِد المُستهتِر البعِيِدُ عن ما حرمَ ونهَي ربهِ وجاءَ خالِد
المُلتزِم بدِيِنه إلي كُلِ الحُدُوُد.ِ
لا نستطِيع أن نذكُر لكٌم ما هِي المُسبباتِ التِي سببهَا اللهُ لهداية خالِد
لأن لا أحد يعلم سبباً سوي أن الله ما بين عشِيةٍ وضُحاهَا قد رضِي عنهُ وهداهُ
فسبحان من أمرُهُ بين الكافِ والنُون.
أصبح لخالِد حياة ومِيِلاداً جدِيِداً
صلاةً وعبادةً لا سماع لأغانِي ولا تلفاز ولا حتى مُجرد النظر إلي فتيات ولا أي مُحرمات
طهرت نفسه وسمَت روحهُ فأصبحَ عابِداً زاهِداً يمشِي غرِيِباً بين الناس.
يذهبُ للدراسةِ ثم إذا جاءت إجازة أخر الأسبوع أخذ سيارتهُ وذهبَ
إلي المدينة المنورةِ علي ساكِنهَا أفضل الصلاةِ وأتمُ السلام.
يقضِي وقته قِي المسجدِ النبوِي الشرِيِف ذاكرٍ عابداً مُنِيِباً إلي ربِهِ.
كان أصدقائه فِي الدراسةِ يُمازحونهُ بعد أن رأوا هذَا التحول وهذِهِ الهدايةُ
فلم يعُد خالِد يهتمُ لأمرِ الفتيات وهو شابٌ
فيقولون: خالِد لماذَا لا تتزوج
فيبتسِم خالد بكُلِ نقاءٍ وطهارةٍ ويقُوُل: أنا سأتزوج من الحُوُر العِيِن إن شاء الله.
كان دائما هذَا ردهُ لمن سألهُ لماذا لا تتزوج؟
ذهب خالِد إلي المدينة المنورة يوم الأربعاء وأمضي وقتهُ كعادتِهِ فِي المسجِد النبوي
إلي أن جاء يوم الجمعةُ موعد عودتهُ إلي مدينة
جده ليبدأ أسبوعاً جدِيِداً
ولكن هذَا الأسبوع لم يأتِي أبداً فقد مات خالِد
نعم مات, أثناء عودتِهِ من المدينةِ المنورةِ إلي جده وقع حادثٌ سيرٍ شاء المولي
عز وجل أن تفيضُ فِيِه روحُ خالِد إلي خالِقهَا ومولاهَا.
هداهُ الله وبعد أشهُرٍ قلائِلٍ فقط جعل أخِرُ أعمالِهِ نُسكٌ وعبادةُ فِي المسجِد النبوي.
لم يتزوج خالِد نِساء الدُنيا بل كانَ يبتسِمُ فِي سكِيِنةٍ وطمأنينة
ويقُول أنا سأتزوج من الحُوُر العين إن شاء الله.
هنيئاً لك الهدايةُ وحُسن الخاتم يا خالد
وهنِيئاً لكَ زوجُك من الحورِ العين بإذن الله
رحمكَ اللهُ وأسكنكَ فسِيح جناتِه وغفرَ لكَ والمسلمين والمُسلمات والمؤمنِيِن
والمؤمناتِ الأحياء منهم والأموات.
قِصةٌ فِيِهَا العظةُ والعبرةُ لأولِي النُهَي وأولِي الأبصار.