سمـــــــــــــو الأخـــــــــــــــلاق
ماهي قيمتك الحقيقية ؟؟ ... وما معيار مكانتك بين البرية ؟؟ ...وكم يساوي وزنك ؟؟ ... وهل تحتاج إلى الترقي في عالم الفضائل ؟؟؟ .
من الذي سيرفعك بيديه إلى قمم الجبال ، أو إلى أعالي السحاب ، أو إلى عالم النجوم والكواكب ؟؟ ... كيف تلامس يديك الثريا في تلك السماء البعيدة ، وكيف تصعد إلى أعالي الجنان ؟؟؟ .
الأمر جدا" بسيط لا يحتاج إلى بذل مجهود كبير ،،، لا تحتاج سوى بسط الوجه ... بذل المعروف ... كف الأذى ... بمجمل هذه الأشياء تسمو أخلاقك إلى عنان السماء.
حسن الخلق يدخلك إلى عالم ذوي المروءات والفضائل والمكارم .
حسن الخلق هو لين جانب ، وصدق حديث ، وكريم ضيافة .
حسن الخلق لطافة حديث ، وطلاقة محيا ، وصفاء ضمير .
حسن الخلق بذل معروف ، ونجدة ملهوف ، وتنفيس كربات .
حسن الخلق تهذيب نفس ، وترويض طبع ، وتعلية مقام .
بسمو أخلاقك تنجذب القلوب نحوك كما ينجذب النحل حول أزاهير الربيع .
بسمو أخلاقك ينتشر عبقك في الحدائق والبساتين مع الرياحين والورود .
بسمو أخلاقك تحصل على لوحة الشرف ، ووسام المجد ، ودرع التفوق .
بسمو أخلاقك ترقى إلى مدارج الكمال ، وتصل إلى أعلى الجنان ، كما وعدك رسولك ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك حين قال : ( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) رواه أبو داود .
بسمو أخلاقك تقطف خصال الخير والبر كلها ، كما بشرك بذلك نبيك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قال : ( البر حسن الخلق ) رواه مسلم .
بسمو أخلاقك ترقى منزلة عالية هناك حتى تصل إلى درجة الصائم القائم ، كما أخبرك بذلك الصادق المصدوق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لما قال : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبو داود .
يسمو أخلاقك تفوز بمحبة خير البشرية ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفوق ذلك يكون مجلسك يوم القيامة قريبا" من مجلسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وها هو ذا يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا" يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" ) رواه الترمذي .
بسمو أخلاقك وتقواك لربك تدخل الجنة بسلام ، وأصدق شاهد على ذلك لما سئل ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي .
بسمو أخلاقك تكون من أكمل المؤمنين إيمانا" ، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أكمل المؤمنين إيمانا" أحسنهم خلقا" ) رواه الترمذي .
بسمو أخلاقك يثقل ميزان أعمالك يوم القيامة ، وترجح كفة حسناتك ، كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( ما من شيئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ) رواه الترمذي .
إذا كنت تمتلك ذخائر كبيرة من الطاعات والعبادات ، وتفتقد كثيرا" لمحاسن الأخلاق ،،،، هنا أنت حفظت حق الله ، وضيعت حقوق العباد ، والجمع بين حق الله وحق عباده لا يوفق إليه إلا من وفقه الله .
إن حسن الخلق عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى ، وقد أثنى الله تعالى على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتلك الخصلة الجليلة فقال له : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) سورة ن آية 4 .
لقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس أخلاقا" ، يعلو وجهه البشر والسرور والإبتسامة الدائمة ، يقول جرير بن عبد الله : ( ما رآني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا تبسم ) رواه البخاري .
هل تعتقد في قرارة نفسك أنك ستصل إلى أعلى الدرجات عند الله بمنصبك ، أو بحسبك ونسبك ، أو بمالك ، أو بجمالك ، أو بجنسيتك ، أو .... أو .... ؟؟ .
لن يرفعك سوى عملك الصالح ، وعلى رأسه حسن الخلق مع تقوى الله .
باستطاعتك أن تجمع كنوز من الحسنات ، وجبال من الفضائل ، متى ما اكتسيت بثوب الأخلاق الحسنة ،،،، ذاك الثوب المرصع بأنفس الجواهر ، واللالئ ، والأحجار الكريمة .
فهل لي ولك أن نروض أنفسنا على أن نكون ذوي أخلاق عالية ، ونردد في كل وقت و في كل حين : (( اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت )) .