رطب صيفك بالقرآن
حينما نتلو قول الحنّان الرحمن "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان" ونُبحِر مع كلمة: روح... عندها فقط نُدرِك أننا بحاجة إلى أن نلتَمِسَ هذه الروح الكريمة، وأن نَترُك قلوبنا لتكون مع القرآن وجهاً لوجه تستشعر القوة والنور والخشية والحنان.
قد يوسوس لنا إبليس وأعوانه – لعنهم الله – ليخدعوا عقولنا ويسمِّموا أفكارنا ويصرفوا قلوبنا عن سر سعادتها وربيعها وبلسم جراحها وجلاء أحزاننا وضياء عقولنا ... بحجة واهية: "لا وقت لديك"
لا يا إبليس! فها قد جاءت الإجازة الصيفية هبة من الله ... فلن أضيع ساعاتها سدى ولن أقتل أيّامها لهواً ولعباً ومعصية، بل سأستغلها واستثمر دقائقها وثوانيها في تعلم قراءة القرآن. فإن لم تكن ساعاتي فيما سوى العطلة كافية لأكون من أخيار البشر "خَيرُكُم من تَعَلَّم القُرآنَ وعلَّمَهُ" فإني حزمتُ أمري الآن وعزمتُ أن أمضي لأحيي نفسي وأسعد روحي مع كلام ربي، مع القرآن الكريم.
لا تَقل أبداً هذا صعب المنال فقد حفظ القرآن من هم أصغر منك سنَّا. أما رأيت تلك الزهرة الصغيرة (5 سنوات) وهي تتغنى بكلام ربها يخرج كالشهد من ثغرها الباسم وذاك البرعم الصغير (6 سنوات) وهو يترنم بالقرآن بأداء بديع خلاّق.
أيفهم الأطفال عظمة القرآن على صِغر عقولهم ويغفل الشباب عن هذا؟!
كم خجلتُ والله من نفسي أمام هؤلاء الفتية الناشئة في رحاب القرآن! وكم حاول الشيطان أن يصدَّني عن طريق القرآن بعد أن عزمتُ أن أمشي فيه لكن الله ثبَّتني وأثلج قلبي بالحديث النبوي الشريف:
"الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران"
إذاً لأجعل عطلتي تنبض بالقرآن، وأرطب صيفي بذكر الرحمن…
م ن ق و ل