بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك كن هذا و لا تكن هذا
كيف حالك؟
كن هذا
الحمد لله بخير و املي في الله كبير
و لا تكن هذا
تعبان و حالي كرب و لا أعرف لم يحدث لي ما يحدث و ياليتني أموت لأتخلص من همومي هذه
أخي الكريم احذر ان تشتكي الله , فقد شكوت من يرحمك إلي من لا يرحمك و انظر إلي من هو دونك لكي لا تزدري نعمة الله عليك فإن اخذ فكم أعطي و ليس لك حق في هذه الدنيا إلا في كسرة خبز و شربة ماء و ما زاد فمنة من الله خالصة , فالله يأخذ ما يريد و يترك ما يريد , فإذا شكوته ساء حالك و مآلك
فهذا حكم إبراهيم عليه السلام في زوج إسماعيل عندما شكت الله عندما زار ابنه و لم يجده أمر إبراهيم عليه إسماعيل أن يفارقها
فاحذر ان يكون حكم الله فيك لا يرضيك
منذ كم و انت مريض ؟
كن هذا
أيا كانت المدة فهي قليلة و ما الدنيا إلا ساعة , و مهما كانت المدة فهي يوم او بعض يوم
و لا تكن هذا
سنين طويلة و لا فائدة من العلاج , جربت كل شئ حياتي ضاعت و ضاع املي و سرق مني كل شئ
قال الله تعالي:
(قـٰـلَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِيْنَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ
قـٰـلَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيْلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
سورة المؤمنون الآيات 112-114فالحياة كلها يوم أو بعض يوم و الآخرة عند ربك للمتقين
يؤتي بأتعس أهل الأرض فيغمس غمسة في الجنة فيقال له هل رأيت بؤسا قط فيقول لا و الله ما رأيت بؤسا قط
هل أنت راضي عن حالك؟
كن هذا
الحمد لله راضي بقضاء الله في , يفعل بي ما يشاء أشهدك يا رب إني عنك راض فارضي عني
و لا تكن هذا
و من يرضي بهذا الحال أنت لا تشعر ما بي أنا في كرب عظيم
قال الله تعالي عن عباده الصالحين
( رضي الله عنهم و رضوا عنه))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط"
هل تحب الحياة؟
كن هذا
ما دمت أستطيع ذكر الله فأحبها , ما دمت أستطيع جمع الحسنات فأنا أحبها
و لا تكن هذا
أي حياة تلك فإني أفكر في الإنتحار و ياليتني أموت لأتخلص من معاناتي
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تمني الموت: "لا يتمنينَّ أحدُكم الموتَ لضرٍّ نزل به، فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تتمنوا الموت، فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة".
هل عندك امل في الشفاء بعد هذه المدة الطويلة؟
كن هذا
نعم إن شاء الله
ولا تكن هذا
فقدت الأمل في الشفاء
قال تعالي في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
و أختم بذكر هذه القصة
مرَّ أحد الناس برجلٍ من الصالحين ابتلاه الله بفقد بصره وعجز في يديه وهو يردد بلسانه قائلاً: الحمد لله الذي عافانى مما ابتلى به كثيرًا ممن خلق.. فقال له الرجل: فمن أي شيء عافاك. قال له: وَهَبَ لِي قلبًا ذاكرًا ولسانًا شاكرًا. ثم أنشد يقول:
وحمدت الله ربي إذ هداني إلى الإسلام والدين الحنيف
فيذكره لساني كـل وقتٍ ويعرفـه فـؤادي باللطيف
نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد