ماذا فعلت من اجل ان تغرس فى ابنائك حب النبى صلى الله عليه وسلم ؟
ماذا فعلت من اجل ان تغرس فى ابنائك حب النبى صلى الله عليه وسلم ؟
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده).
رواه البخارى
هل تسمح لى بسؤالك هل تحب النبي صل الله عليه وسلم ؟
الاجابة بدون تفكير نعم .................. ولكن هذا ما يدفعني إلا السؤال الثاني
لماذا تحب النبي صل الله عليه وسلم ؟
هنا لب الموضوع ........ أكيد الإجابة مطابقة لإجابة سؤال لماذا أنت مسلم ؟
وأكيد هذه الاجابة تحيرنا لأننا لم نجد من أهلنا وآبائنا من يغرس فينا هذا الحب بأسباب يعيها الطفل وتنمى فيه هذا الحب يوما بعد يوم
إذاً ما هو العمل كي لا يكون فاقد الشيء لا يعطيه؟
العمل هو ان نجتهد فى وضع برنامج علمي من اجل أن نغرس في ابنائنا ما لم يغُرس فينا حتى نكون قد ادينا الامانه فى تربية ابنائنا وحصلنا على محبة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام ، وكنا من المؤمنين نحن وفلذات اكبادنا .
هيا بنا نضع الخطوات :
1- من أسرار محبتنا للرسول عليه الصلاة والسلام .
2- كيفية تحبيب ابنائنا فى الرسول صل الله عليه وسلم .
3- اتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم .
4- تقييم حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم .
أولاً: من أسرار محبتنا للرسول صل الله عليه وسلم ( موجه للآباء ) .
في كتاب(أساليب الرسول التربوية) للأستاذ/ نجيب خالد العامر- وهو كتاب قيم – يذكر:
(1) نحب رسول الله صل الله عليه وسلم؛لأن الله تبارك وتعالى الذي خلقنا قد اصطفاه من بين الناس لتأدية هذه الرسالة، فيجب أن تعلم بأن الله اختارخَيْرَ الأخيار؛
لأنه – سبحانه - أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة، وما دام الله اصطفاه من بين الناس لهذه المهمة العظيمة، فنحن أيضًا نصطفي محبته من بين الناس أجمعين.
(2) يرسخ حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا عندما نعلم بأنه أثناء نشر دعوته لاقى الصعاب، وما من باب إلا وطرقه الكفار جاهدين لكي يُثْنُوه عن تبليغ الرسالة، فقد أرادوا فتنته، بإعطائه المال حتى يكون أكثرهم مالاً، وأرادوا فتنته عن طريق تزويجه أجمل نساء العرب، وأرادوا فتنته بأن يجعلوه سيدًا عليهم ففشلوا فشلاً ذريعًا، ثم استخدموا أسلوبًا آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي، ففي الطائف أمروا صبيانهم وعبيدهم برميه بالحجارة، فرَمَوْه وأَدْمَوا قدمه فسالت منها الدماء، وفي غزوة أحد شقت شفته وسقطت رباعيته، وعندما كان في مكة وضعوا على ظهره رَوَثَ جزور..
فجميع تلك الفتن لم تثنه قِيد أُنْمُلَة عن مواصلة دعوته الربانية، وجميع تلك الفتن واجهها مستعصمًا بالله تعالى ومتوكلاً عليه،
وعندما ندرك بأن الرسالة الإسلامية لم تأتنا على طبق من ذهب إنما عانى صاحبها أشد المعاناة الجسدية والنفسية، فأوصلها إلينا كاملة كما أنزلها إليه رب العالمين؛
فلذلك لا يَسَع قلوبنا ونفوسنا إلا أن تقترب مشوقة لمحبة خير خلق الله الصابر المحتسب محمد صل الله عليه وسلم.
(3) حب رسول الله درجة من درجات حب الله لنا، قال – تعالى - على لسان نبيه الكريم:
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ…)،
والاتباع مقرون بمحبة المتبوع، وعندما نحب المتبوع (محمدًا صلى الله عليه وسلم)،فإننا ننال بإذن الله تعالى محبة خالق الأكوان رب العالمين، وهذه درجة عظيمة يتمنى أن ينالها كل مسلم.
(4) نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكمال خُلُقِه، فقد وصفه رب الأرباب قائلاً عنه َ((إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْم)) ، فإذا الثناء على عظمة الخُلُق جاء من الخالق لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، أفلا يكون ذلك تشريفًا لنا أن نَنْهَلَ من محبة صاحب الخلق العظيم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
(5) يجب أن نحب من يُحِبُّنا، ونُقَرِّب قلوبنا ممن يقترب منا، فهو عليه الصلاة والسلام يحبنا حبًّا عظيمًا، فقد سأل الله تعالى أن يخفف عن أمته الصلاة وذلك في حادثة الإسراء والمعراج، وادخر دعوته لأمته لكي يشفع لها يوم القيامة، وما من باب خير إلا ودعانا إليه لنناله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفِرْدَوْسُ أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفِرْدَوْسَ الأعلى"(3)، ويوم القيامة عندما يرى من أمته من يُعذَّبون فيقول عليه الصلاة والسلام: "أُمَّتي.. أُمَّتي".
لهذا تعتز نفس قائلة: اللهم اشهد أني أُحِبُّكَ وأحب نبيك ورسولك محمدًا صل الله عليه وسلم.
(6)حبنا له كامن في قلوبنا؛ لأنه جَسَّد حياتنا بالمثل الأعلى، فهو مثلنا الأعلى في التقوى والعبادة، وهو مثلنا الأعلى في المعاملات الاجتماعية من الزوجة إلى الأولاد إلى الأرحام إلى المجتمع الإسلامي، وهو مثلنا الأعلى في الأخلاق الفاضلة، ومثلنا الأعلى في الدعوة إلى الله تعالى، فهو كالنور الذي نهتدي به في طريقنا المظلم.
(7) عندما نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننال ثمارًا طيبة، فمحبته كالشجرة المثمرة، فقد أثمرت حب الله تعالى لنا، وأثمرت حب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأثمرت حب الملائكة عليهم السلام، وأثمرت حب الصحابة رضي الله عنهم وأثمرت حب زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأثمرت حب التابعين رحمهم الله، وأثمرت حب جميع المسلمين، فيالَها من محبة جَنَيْنا منها أطيب وأغلى الثمار.
نحبك يا رسول الله؛ لأنك أرشدتنا إلى كيفية اتباع الأسلوب الأمثل للمواقف الثلاثة التي ما من إنسان إلا ويتوقف فيها،وتلك المواقف:
أ - موقفنا في الدنيا.
ب - موقفنا في الحياة البرزخية (القبر).
جـ – موقفنا في المَحْشر يوم القيامة.
ففي تلك المواقف الثلاثة التي لا بد وأننا سَنَمُرُّ فيها، نحن في أمس الحاجة إلى من يرشدنا إلى طريق النجاة الذي يرضي الله تعالى:
أ ) ففي الدنيا قال لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
وقال صل الله عليه وسلم:
"مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب اَسْتَظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها"،
فأوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الدنيا ليست غاية يلهث وراءها المسلم، إنما هي وسيلة لنيل رضا الله تعالى.
ب) وفي القبر أخبر عليه الصلاة والسلام أن هناك منكرًا ونكيرًا، يسألان الإنسان عندما يوضع في القبر، والقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، كما أنه حَثَّنا على زيارة القبور قائلاً بأنها تذكرنا بالآخرة، وعندما يخبرنا عليه الصلاة والسلام بما يدور في القبر، فإن قلوبنا تتهيأ للاستعداد لذلك اليوم.
جـ) موقفنا في المحشر يوم القيامة: بَيَّن لنا عليه الصلاة والسلام أن الناس يُحْشَرون حُفاة عُراة غُرْلاً (غير مختونين) على أرض بيضاء، والكل فَزِعٌ، خائف، والناس في اضطراب، ثم أوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الشمس تنزل حتى تصل على ارتفاع ميل، وقد وصف الله ذلك اليوم بأنه بمقدار ألف سنة، وأخبر الصادق المصدوق أن هناك زمرة من المؤمنين يُظِلُّهُم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم الحاكم العادل، والرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، والمتزاورون في الله والمتحابون في الله تعالى.
فقد جَسَّد لنا عليه الصلاة والسلام تلك المواقف الثلاثة (الدنيا، القبر،المحشر) حتى نكون على بصيرة لاجتيازها مُؤمِّلاً لنا عليه الصلاة والسلام أن ننال الجنة وننجو من النار،
ونظرًا لذلك كله، ألا يكون هذا داعيًا لنا بأن نحب رسول الله صل الله عليه وسلم أكثر من والدنا وولدنا والناس أجمعين ؟!
2-ثانيا.. كيفية تحبيب ابنائنا في الرسول صلى الله عليه وسلم.
نبدأ الحديث بتقديم القدوة من معاذ ومعوذ أبن عفراء ....
هذان الطفلان اللذان حملا سيفهما ليقتلا ابا جهل .......
في غزوة بدر .......
لماذا لانهما سمعا انه يسب النبي صل الله عليه وسلم ...........
فلم يهدأ لهم بال الا بقتل أبا لهب ..........
ان غرس حب النبي صل الله عليه وسلم في قلب ابنائنا يبدأ كما بدأنا نحن نغرس حب ابنائنا لبعضهما البعض .......
ماذا تفعل اذا علمت ان احد ابنائك يكره اخيه الصغير مثلا ......
ألن تذهب وتشترى بعض الهدايا والحلوى وتقدمها للكبير على أنها من الصغير كي تقرب بينهما وتزرع الحب بينهما .........
ولما لا نتبع هذا الأسلوب .........كيف ..........؟
يراك ابنك تستعمل السواك فى تنظيف اسنانك ........
ما هذا يا بابا ......
أنه افضل شىء لحفظ الاسنان حبيبى ........
وهذا فضل من النبي صل الله عليه وسلم اذا علمنا هذا لانه يحبنا ويبغى منا ان نحافظ على اسناننا ........
يراك ابنك تتوضأ للصلاة .........
هل تعلم يابني أن هذا الوضوء يطهرنا من كل مايعلق بجسدنا من اتربة واتساخ .........
حتى نكون ذو هيئة جميلة .........
هكذا احبنا النبي عليه الصلاة والسلام ..........
ما رأيك يابني أن نذهب لزيارة جارنا كما أوصانا النبي صل الله عليه وسلم ........
ضيف على هذه الامثلة ما يحلو لك من الدخول الى الخلاء بالرجل اليسرى والخروج باليمنى .......
والاقوال والادعيه عن النبي في كل وقت وكل مناسبة ..........
والاكل والشراب والنوم والخروج من المنزل .................الخ
اذا وجد الطفل ان كل افعالنا مقترنه بحب النبي لنا ........
وانها افضل ما فى الكون لانها طاعة لله ولرسوله الكريم .......
فماذا ستنتظر منه إلا ان يملىء الحب قلبه ………….
نبدأ بمثل هذه الخطوات .......... وسوف تكون النتائج مذهلة ان شاء الله
3- ثالثا... اتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم .
بالطبع اذا كنا سنحب رسول الله ونغرس حبه فى قلوب ابنائنا فمن الطبيعي ان نلتزم
بتعاليمه وسننه حتى نكتسب حبه لنا ورضا الله علينا
وهذا هو المنهج الذى نريد ان نغرسه فى عقول ابنائنا
اذا فكل اعمالنا نقوم بها بحب ......وتعود علينا بالحب والهدايا
هذا هو الهدف
ويتحقق بالتدريج ... سنة سنة عن النبي
الى ان نحقق اغلب سننه عليه الصلاة والسلام
فينا وفى ابنائنا
4-رابعا.. تقييم حبنا للرسول صل الله عليه وسلم .
بماذا نقيم حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أكيد بمدى اطاعة اوامره واجتناب مانهى عنه
فكلما زاد حبنا للرسول الكريم كلما زادت السنن المتبعة فى بيتنا
ولا ننسى انه لكي نسلك هذا الطريق فى التربية يجب ان يكون الوالدين قدوة حسنه امام ابنائهم
وهذا مع شدة الاختصار
وفى النهاية
ارجوا ان نتذكر ان حب النبي هو شرط الايمان
وليس حب النبي كحب الام او الابن
بل اكثر من هذا
يارب اجعل حب النبي محمد صل الله عليه وسلم احب الينا من روحنا التي بين جوانبنا
اللهم اشهد أني أُحِبُّكَ وأحب نبيك ورسولك محمدًا صل الله عليه وسلم
تحيتـي لكـم: فجـر المحبـه