نشرت صحيفة ” الرأي” الكويتية أمس مقالا للكاتبة السعودية نادين البدير طالبت فيه بمساجد مختلطه، وهذا نص ماكتبته نادين بعنوان (أين أصلي اليوم) :
اليوم هو عيد الجمعة.في كل أسبوع أواظب على الذهاب للمسجد لحضور وأداء صلاة الجمعة،ارتديت ملابسي على عجالة لأني أود سماع الخطبة من أولها، الخطبة المعروفة سلفاً على الدوام لدرجة أننا نرددها ونحفظها منذ صغرنا،لكن الطقس الأسبوعي يمنعني من انتقاد مجريات هذا اليوم تماماً كامتناعنا عن ملاحظة الأخطاء الشائعة التي نهوى ارتكابها كونها جزءا من تاريخ العائلة أو الحارة التي نحبها.
أيا كانت الخطبة متشددة أو رحيمة، سأذهب.سأكون هناك في تمام البداية، جمعت أسئلة عدة تراودني وأنوي طرحها على الإمام الشهير في نهاية الصلاة وقد (أطنش) كبقية (المصلين المطنشين) لكني بالتأكيد سأحكي معه عن علاقتنا بالله، قد يعجب باهتمامي الديني لدرجة تحويلي إلى أحد صفوفه فأكون من تلاميذه. وقد أتدرج في التلقي والترقي حتى أحصل على رتبة دينية تؤهلني لنذر حياتي للسلك اللاهوتي، سيوصى بتعييني رسمياً إمامة لأحد المساجد المهمة وسأكون خطيبة يوم الجمعة.
كثيرة هي العناوين التي أنوي طرحها الأكثر هو عدد المواضيع التي أعتزم إلغاءها من خطب الجمعة التقليدية الدارجة،سألقي خطباً أكثر منطقية وأكثر ابتعاداً عن الخيال وعن الكمال المتوهم وعن الدخول بتفاصيل حياة الفرد، فهذا مكان للتسامح لا للتدخل في شؤون الناس الخاصة، قبل أسابيع عدة كان أحد الأئمة المتشددين يجهر بالصوت قائلا:من ذاك الخالي من الرجولة الذي يسمح لبناته بارتياد الجامعات وبالسهر خارج المنزل،لن أحشر أنفي مثله،وإن فعلت فسأحكي للآباء عن حاجة البنات لحبهم، إذ لن تسقط فتاة تتركها تتعلم أو ترفه عن نفسها برعاية عينيك، بل تسقط حين تحبسها في كنفك ويبتعد عنها حنانك.
لن أجعل من الخطبة أداة لامتداح السياسي أو للدعاء له،وما علاقتي أنا المتعبدة (امرأة الدين) به؟ سأعارض بل وأمنع تحويل مسجدي لبؤرة سياسية، سأفصله تماما عن الحاكم، سيغدو معبدا خالصا من كل الشوائب الحياتية، لن أجعله مركزا للتنديد بالسياسة أو تأييدها ومؤازرتها.
وسأحكي للناس عن حب الله للسلام…عن الكثير من الحب وسأمنع الابتذال، سأحظر الدعاء على الأعداء.ليس هناك أعداء من الديانات الأخرى سوى بخيالنا، هل يحق لأحدنا الجزم بمن هو العدو ومن الرفيق؟ هل يحق لامتعاضنا من فكرة معاداة شعوب كاملة؟قد تكره دينهم ويكرهون دينك ويعتقد كل صاحب دين أن العرش لنبيه فقط،سأحض الموجودين على التفكير وعلى السؤال عن كل شيء، أعشق الأسئلة وأؤمن أن الله يحب أن أكون كذلك.
ولأن الأنوثة تعني الجمال فسأحوله لمعبد من الجمال ليس للقبح طريق في معبد الجمال حتى في الملبس والمظهر،الجمال سيدعو كل الأديان للحضور ولزيارتي في المحراب، في طريقي إلى هناك تذكرت شيئا مهما أنا ممنوعة من الذهاب للمسجد، ممنوعة من ارتياده في أي وقت وفي أي صلاة،وإن حدث ووصلت إلى هناك فعلي التوجه فورا لقسم النساء للاستماع لخطبة عمرها عقود تهدد بعذاب أبناء وبنات المسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشيوسة والتاوية والزرادشتية وحتى كل مذهب مسلم يحيد عن مذهب الخطيب المتفوه.
لا أقصد التطفل على أوضاع المساجد ولا أنوي نقد الهيئات الدينية المسؤولة، ولا يهمني من يوافق ومن يعترض،أنا مجرد إنسانة مؤمنة تود التوجه لمعبد تلاقي فيه الله.ليس من باب المساواة مع الرجل على الإطلاق إنما من باب الرغبة في الاختلاء مع الله دون ضجيج وهذا لا يحدث سوى في المعابد، فإلى أين أتوجه؟
هناك مسجد ضخم جديد في مدينة أبوظبي يسمح للنساء بدخوله حتى السائحات غير المسلمات مسموح لهن التجول به، وفي تركيا دخلت المسجد الأزرق ولم أكن أغطي رأسي،بإمكان أي سائحة دخوله،هناك رأيت النساء يصلين وشعرت بالفخر لأني أحس بنقص شديد كلما زرت كنيسة فلا يصرخ أحد رجالها بالقول:إلى قسم الحريم يا امرأة..ولا يسألني آخر أسئلة تعيسة على شاكلة: ما دينك؟
ليت كل مساجد العالم تقتدي بالمسجد الحرام الذي تختلط به النساء بالرجال، رغم أنهم أدخلوا جانباً من ذكورية بقية المساجد الإسلامية العصرية فتراجعت صفوف النساء للوراء وتقدمت صفوف الرجال أثناء تأدية الصلاة،المهم أنه مسجد للجنسين أتوضأ وأتجه لباب المنزل أفتحه وأنا أرتل وأدعو فمازلت بحلم الانضمام للاهوت، أتذكر أني ممنوعة من تكريس روحي لله.أتذكر أني ممنوعة من الذهاب إلى المسجد.ممنوعة من ارتياده في أي وقت وفي أي صلاة.
المصدر: صحيفة وصف الإلكترونية
http://www.oassf.com/?p=2834
اليوم هو عيد الجمعة.في كل أسبوع أواظب على الذهاب للمسجد لحضور وأداء صلاة الجمعة،ارتديت ملابسي على عجالة لأني أود سماع الخطبة من أولها، الخطبة المعروفة سلفاً على الدوام لدرجة أننا نرددها ونحفظها منذ صغرنا،لكن الطقس الأسبوعي يمنعني من انتقاد مجريات هذا اليوم تماماً كامتناعنا عن ملاحظة الأخطاء الشائعة التي نهوى ارتكابها كونها جزءا من تاريخ العائلة أو الحارة التي نحبها.
أيا كانت الخطبة متشددة أو رحيمة، سأذهب.سأكون هناك في تمام البداية، جمعت أسئلة عدة تراودني وأنوي طرحها على الإمام الشهير في نهاية الصلاة وقد (أطنش) كبقية (المصلين المطنشين) لكني بالتأكيد سأحكي معه عن علاقتنا بالله، قد يعجب باهتمامي الديني لدرجة تحويلي إلى أحد صفوفه فأكون من تلاميذه. وقد أتدرج في التلقي والترقي حتى أحصل على رتبة دينية تؤهلني لنذر حياتي للسلك اللاهوتي، سيوصى بتعييني رسمياً إمامة لأحد المساجد المهمة وسأكون خطيبة يوم الجمعة.
كثيرة هي العناوين التي أنوي طرحها الأكثر هو عدد المواضيع التي أعتزم إلغاءها من خطب الجمعة التقليدية الدارجة،سألقي خطباً أكثر منطقية وأكثر ابتعاداً عن الخيال وعن الكمال المتوهم وعن الدخول بتفاصيل حياة الفرد، فهذا مكان للتسامح لا للتدخل في شؤون الناس الخاصة، قبل أسابيع عدة كان أحد الأئمة المتشددين يجهر بالصوت قائلا:من ذاك الخالي من الرجولة الذي يسمح لبناته بارتياد الجامعات وبالسهر خارج المنزل،لن أحشر أنفي مثله،وإن فعلت فسأحكي للآباء عن حاجة البنات لحبهم، إذ لن تسقط فتاة تتركها تتعلم أو ترفه عن نفسها برعاية عينيك، بل تسقط حين تحبسها في كنفك ويبتعد عنها حنانك.
لن أجعل من الخطبة أداة لامتداح السياسي أو للدعاء له،وما علاقتي أنا المتعبدة (امرأة الدين) به؟ سأعارض بل وأمنع تحويل مسجدي لبؤرة سياسية، سأفصله تماما عن الحاكم، سيغدو معبدا خالصا من كل الشوائب الحياتية، لن أجعله مركزا للتنديد بالسياسة أو تأييدها ومؤازرتها.
وسأحكي للناس عن حب الله للسلام…عن الكثير من الحب وسأمنع الابتذال، سأحظر الدعاء على الأعداء.ليس هناك أعداء من الديانات الأخرى سوى بخيالنا، هل يحق لأحدنا الجزم بمن هو العدو ومن الرفيق؟ هل يحق لامتعاضنا من فكرة معاداة شعوب كاملة؟قد تكره دينهم ويكرهون دينك ويعتقد كل صاحب دين أن العرش لنبيه فقط،سأحض الموجودين على التفكير وعلى السؤال عن كل شيء، أعشق الأسئلة وأؤمن أن الله يحب أن أكون كذلك.
ولأن الأنوثة تعني الجمال فسأحوله لمعبد من الجمال ليس للقبح طريق في معبد الجمال حتى في الملبس والمظهر،الجمال سيدعو كل الأديان للحضور ولزيارتي في المحراب، في طريقي إلى هناك تذكرت شيئا مهما أنا ممنوعة من الذهاب للمسجد، ممنوعة من ارتياده في أي وقت وفي أي صلاة،وإن حدث ووصلت إلى هناك فعلي التوجه فورا لقسم النساء للاستماع لخطبة عمرها عقود تهدد بعذاب أبناء وبنات المسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشيوسة والتاوية والزرادشتية وحتى كل مذهب مسلم يحيد عن مذهب الخطيب المتفوه.
لا أقصد التطفل على أوضاع المساجد ولا أنوي نقد الهيئات الدينية المسؤولة، ولا يهمني من يوافق ومن يعترض،أنا مجرد إنسانة مؤمنة تود التوجه لمعبد تلاقي فيه الله.ليس من باب المساواة مع الرجل على الإطلاق إنما من باب الرغبة في الاختلاء مع الله دون ضجيج وهذا لا يحدث سوى في المعابد، فإلى أين أتوجه؟
هناك مسجد ضخم جديد في مدينة أبوظبي يسمح للنساء بدخوله حتى السائحات غير المسلمات مسموح لهن التجول به، وفي تركيا دخلت المسجد الأزرق ولم أكن أغطي رأسي،بإمكان أي سائحة دخوله،هناك رأيت النساء يصلين وشعرت بالفخر لأني أحس بنقص شديد كلما زرت كنيسة فلا يصرخ أحد رجالها بالقول:إلى قسم الحريم يا امرأة..ولا يسألني آخر أسئلة تعيسة على شاكلة: ما دينك؟
ليت كل مساجد العالم تقتدي بالمسجد الحرام الذي تختلط به النساء بالرجال، رغم أنهم أدخلوا جانباً من ذكورية بقية المساجد الإسلامية العصرية فتراجعت صفوف النساء للوراء وتقدمت صفوف الرجال أثناء تأدية الصلاة،المهم أنه مسجد للجنسين أتوضأ وأتجه لباب المنزل أفتحه وأنا أرتل وأدعو فمازلت بحلم الانضمام للاهوت، أتذكر أني ممنوعة من تكريس روحي لله.أتذكر أني ممنوعة من الذهاب إلى المسجد.ممنوعة من ارتياده في أي وقت وفي أي صلاة.
المصدر: صحيفة وصف الإلكترونية
http://www.oassf.com/?p=2834