من طرف بنت التميمي الإثنين أبريل 18, 2011 12:34 pm
التساهل بالحجاب ... مظاهره، أسبابه، آثاره، سبل علاجه
مفكرة الإسلام : أكرم الإسلام المرأة إكرامًا لن تجده له مثيلاً، لا في تشريع وضعي، ولا في اجتهاد بشري، ولا في توصية مؤتمر عالمي، ولا في قرار اتحاد نسائي، ولقد منح الإسلام المرأة من الاحترام ما تتمنى كل امرأة غير مسلمة أن تكون نالته وحصلت عليه.
وإن من مواضع إكرامها ومواطن احترامها فرض الحجاب عليها؛ لأن الحجاب يجعلها جوهرة ثمينة ولؤلؤة غالية فهو: 'نعمة من الله على نساء المسلمين وعلى المسلمين أنفسهم، فلم يشرع الخالق أمرًا إلا له من الفوائد والآثار الحميدة الشيء الكثير, ولعل من أهم ما نلمسه نحن البشر من الحكمة في الحجاب هو حفظ كرامة المرأة وصيانة جمالها وعفتها وحشمتها من التدنيس والسفور الذي قد يثير من الفتن والشبهات بين الرجال والنساء على حد سواء الشيء الكثير, وهذا الحجاب عزة وكرامة وسمو بالمرأة إلى مستوى عالٍ'.
لقد فطن أعداء الإسلام لأهمية حجاب المرأة المسلمة في حياة المسلمين وبنائهم الاجتماعي وترابطهم الأسري فسعوا لنزعه, وأول محاولة لذلك كانت منذ أكثر من ألف سنة على أيدي اليهود: 'فقد جاءت امرأة من نساء المسلمين تريد أن تبيع متاعًا لها بسوق لليهود, فجاءت إلى واحد منهم فحاول كشف وجهها فأبت, فعمد إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها, فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا عليها, فصاحت فوثب رجل من المسلمين على اليهودي فقتله, فشد اليهود على المسلم فقتلوه فغضب المسلمون فوقع بينهم'.
وفي عصرنا الحاضر يحرص النصارى على نزع حجاب المسلمة لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصدهم بالعالم الإسلامي, يقول 'جلادستون' رئيس وزراء بريطانيا سابقًا: 'لن تستطيع أوربا الانتصار على الإسلام إلا يوم ينزع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن'، فنزع الحجاب عن المسلمة جزء من منظومة الحرب على الإسلام وهذه الحقيقة قد تغيب عن البعض، فالعدو عندما يحرص أن تنزع المسلمة حجابها عن وجهها ليس لأن هذه القطعة الصغيرة الحجم من القماش تخيفهم في حد ذاتها وإنما لأن هذه القطعة التي تستر بها المرأة وجهها تعني أن هذه المسلمة يصعب تغريبها وإفسادها باسم تحريرها, مما يعني عدم إمكانية جعلها معول هدم في كيان المجتمع المسلم. فمن لم تتنازل عن كشف وجهها لن تتنازل عن كشف شبرٍ من جسدها مهما كانت المبررات والإغراءات, ومن لم تكشف شبرًا من جسدها فلن تفتن الرجال، ومجتمع لا يوجد به مظاهر فتنة وعوامل إغراء مجتمع عفيف طاهر يصعب اختراق حصونه, والأعداء لا يمكن أن يغربوا مجتمعًا من المجتمعات ما دام عفيفًا طاهرًا.
لقد أقض مضاجع اليهود والنصارى تمسك المسلمة بغطاء وجهها فسعوا مع أعوانهم لكي تنزع المسلمة حجاب وجهها, ولذا كان الحجاب من أكثر الأحكام الشرعية التي وجهت لها السهام وجندت لها الأقلام تشكيكًا في وجوبه واستهزاءً بمن تلبسه من قبل الأعداء ومن سار على دربهم وسلك مسلكهم من الجهلة من أبناء المسلمين، وكانت بدايات نزعه في بعض البلاد الإسلامية على يد عدد من نصارى العرب والمستغربين من أبناء المسلمين ثم تتابع نزع المرأة لحجابها في بقية بلدان العالم الإسلامي، ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى عم السفور معظم بلاد المسلمين وسلمت دول قليلة منه على رأسها بلاد الحرمين الشريفين إلا أننا بدأنا نلحظ تساهلاً في الحجاب من بعض النساء، فما مظاهر ذلك، وما هي أسبابه، وآثاره، وما هي سبل الوقاية منه وعلاجه؟
مظاهر التساهل بالحجاب:
مازالت النساء في بلاد الحرمين يغطين وجوههن وتمسكن بحجابهن، زادهن الله تمسكًا وثباتًا، إلا أن المسلم بدأ يرى بوادر لنزع غطاء الوجه في هذه البلاد من قبل بعض النساء متمثلاً في ظواهر منها:
1ـ عدم ارتداء المراهقات لغطاء الوجه:
ويظهر ذلك في خروج فتيات مراهقات بالغات إلى الأسواق والمتنزهات والأعراس وغيرها بدون لبس غطاء الوجه مكتفيات بوضع غطاء على الرأس فقط مع أن الحجاب الشرعي هو ستر المرأة لمحاسنها عن الرجال الأجانب عنها، وأولى ذلك وأوله ستر الوجه لأنه محل الفتنة ومحل الرغبة.
2ـ التدرج في نزع غطاء الوجه:
تتدرج بعض النساء في نزع غطاء الوجه, وذلك بلبس غطاء الوجه الخفيف الذي لا يستر وإنما يفتن، يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ: 'الواجب على المرأة أن تستر وجهها عن الرجال الأجانب غير المحارم لها بأن تستره بستر لا يصف لون البشرة .. أما ما يصف اللون فإنه لا يكفي كما تفعله بعض النساء, وليس المقصود أن تضع المرأة شيئًا على وجهها بل المقصود ستر وجهها فلا يبين لغير محارمها'.
3ـ عدم ارتداء غطاء الوجه بالخارج:
تعمد بعض النساء إلى عدم ارتداء غطاء الوجه عند سفرهن للخارج تقول إحدى التائبات: 'سافرت إلى بلد غربي ولم أكتف بتجميل حجابي ولكني خلعته ورميت به في مقعد الطائرة التي أقلتني مسافرة'، وتقول أخرى: 'وفي تلك البلاد 'كندا' شد بصري منظر امرأة متحجبة لا يظهر منها شيء .. وضعت يدي على رأسي بحثت أنا عن حجابي لم أجده, تذكرت أني رميت به على مقعد الطائرة'. ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ: 'بعض النساء المسافرات تنزع حجابها عند سفرها وترتديه عندما تعود لبلادها وهذا لا يجوز, فالإنسان لا يجوز له أن يتعبد الله على هواه'.
4ـ لبس النقاب العصري:
الذي ظهر بأشكال متعددة بعيدة كل البعد عن النقاب المشروع الذي كانت تلبسه أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما: 'أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن لحاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة'. أما نقاب اليوم فهو نقاب غير ساتر وقد عرضت أشكاله على فضيلة الشيخ صالح الفوزان فقال: 'أجبت غير مرة بتحريم لبس المرأة للنقاب المتعارف عليه اليوم بين النساء بجميع أشكاله, لأنه تحول من الحجاب الشرعي إلى حجاب شكلي, فهو تدرج للسفور وربما يكون مغريًا بالنظر للمرأة والافتتان بها, وإذا كان كذلك فلا يجوز إقرار النساء على لبسه ولا يجوز بيعه وتداوله'، ويقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: '... لم نفتِ امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه, بل نرى أنه يمنع منعًا باتًا'. إن نقاب اليوم الذي تظهر من خلاله العينان نقاب فاتن لأن لغة العيون من أبلغ اللغات, وقد تغني كثيرًا عن اللسان بل إن العيون لها كلام تنطق به هو أقوى من اللسان .. فهي تتكلم لغة صامتة لها مفعول قوي في كثير من الأحيان .. وتتميز لغة العيون بأنها سريعة الوصول من المرسل إلى المستقبل قوية الأثر .. تنفذ إلى القلب'.
5ـ لبس حجاب الموضة والزينة:
ففي استبيان وزع على 312 ممن يلبسن عباءة متبرجة قالت 60% منهن: 'إنهن لبسن تلك العباءات مسايرة للموضة'. لقد ولج أعداء الله علينا من بوابة تساهل بها كثير من نساء المسلمين: إنها بوابة الموضة، فالحجاب الذي شرع لستر المرأة أصبح قماشًا يمكن أن يطلق عليه كل شيء إلا مسمى الحجاب؛ لأنه حجاب لا يستر ويفتن, ولذا يمكن أن يطلق عليه الحجاب الفاتن والحجاب السافر والحجاب المزيف والحجاب الكاذب.
لقد انتشرت الموضة بين النساء حتى أصبح الحجاب هدفًا لتقاليع الموضة تعدل من أحجامه وأشكاله وأنواعه ليبتعد خطوة خطوة عن شروط الحجاب الشرعي ليخرج الحجاب عن مقصده الشرعي وهو الستر والحشمة وليصبح نوعًا من أنواع الزينة والتبرج والسفور وإظهار المفاتن وكشف المحاسن وإثارة الغرائز والشهوة وفتنة الرجال والشباب.
6ـ ارتداء اللثام:
وهو الخطوة التالية للنقاب, فغطاء الوجه تحول من غطاء وجه ساتر كامل إلى نقاب, ثم تطور النقاب وتوسع حتى تحول إلى لثام. تقول إحدى النساء: 'سبق أن تركت الغطاء الكامل للوجه وتوجهت للنقاب, واليوم أترك النقاب للثام, ولكني لا أدري ما هي الخطوة اللاحقة'.
إن هذه المظاهر لا تبشر بخير, فهي إن كانت اليوم عند فتيات صغيرات فقد تكون غدًا عند نساء كبيرات، وإن كان اليوم تدرج في السفور فقد يكون غدًا سفور بالكامل، وإن كانت اليوم تحدث خارج البلاد، وإن كانت اليوم تفعل على استحياء فقد تفعل غدًا مجاهرة ومكابرة، فكان لزامًا أخذ الموضوع بجد وحزم وعدم التساهل فيما يحدث في بعض البلاد الإسلامية من سفور وتبرج وكانت بداياته سهلة في أعين البعض.
أسباب التساهل بالحجاب:
1ـ ضعف الإيمان لدى المرأة:
لضعف الإيمان دور كبير في ارتكاب المعاصي والذنوب يقول صلى الله عليه وسلم: 'لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن', وصاحبة الإيمان الكامل يحجزها إيمانها الكامل عن ارتكاب ما حرم الله من السفور والتبرج، ويجعلها تلبس الحجاب لأنه واجب يقول الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب:53]، يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: 'فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء'، ويقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:59]، يقول سماحته ـ رحمه الله ـ: 'أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك'، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: 'كان الركبان يمرون بنا ونحن مع الرسول صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذوا بنا أسلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه'، يقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ففي قولها: 'سدلت إحدانا جلبابها على وجهها دليل على وجوب ستر الوجه'.
2ـ وسائل الإعلام المرئية:
إن من أهم أسباب التبرج والسفور بعض وسائل الإعلام .. وأخطر وسائل الإعلام البث المباشر عبر القنوات الفضائية, ففي تحقيق بعنوان 'الموضة سفور بالتقسيط' كان إجابات من أجري معهن التحقيق أن من أسباب لبس النساء لهذه الأزياء تأثير القنوات الفضائية. يقول فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف بحي الخليج بمدينة الرياض: 'بدأت هذه الظاهرة الدخيلة عندما بدأت أعاصير الغرب تجتاحنا عبر الهوائيات' ولذا فلا عجب أن يتزامن التساهل بالحجاب في كثير من مظاهره مع دخول القنوات الفضائية.
3ـ كتابات بعض الكتاب:
بعض الكتاب استغربت عقولهم، وتلوثت أفكارهم، وعميت أبصارهم، فأخذوا يكتبون المقالات في الصحف والمجلات يدعون من خلالها إلى سفور المرأة عن وجهها ونزعها لحجاب ربها جاهلين أو متجاهلين لأخطار ذلك وأثره السلبي على المرأة والرجل وخطره المدمر على المجتمع.
4ـ ضعف أو انعدام غيرة الولي:
عندما سألت 312 ممن يلبسن عباءة متبرجة: هل واجهت اعتراضًا من أهلك؟ أجابت 65% منهن: لا، وعندما سألن: ولي أمرك ما موقفه من عباءتك التي تلبسينها؟ أجابت 47% منهن: راض، وأجابت 35% منهن: مشجع، لهذا لما ضعفت غيرة الولي على نسائه من بنات وزوجات وأخوات رأينا تساهل النساء بالحجاب, إذ لو علمنا أن وليهن سوف يغضب عندما يشاهدهن وقد لبسن النقاب الفاتن والخمار المطرز والعباءة على الكتفين وغطاء الوجه الخفيف ما لبسن هذا الحجاب المزيف.
5ـ السفر للخارج:
السفر للخارج يعتبر من الشرور العظيمة التي فتحت على المسلمين حيث يسافرون مع نسائهم لبلاد إسلامية وغير إسلامية ينتشر فيها السفور والتبرج غير مبالين بالأضرار الكبيرة التي تعود عليهم وعلى نسائهم من هذه الأسفار، ومن تلك الأضرار تأثُّر نسائهم بمشاهدة نساء تلك البلاد سافرات عن وجوههن فيقلدن أولئك النسوة في ذلك فيتساهلن بالحجاب ويسفرن عن وجوههن ولو بعد حين.
6ـ فتاوى الفضائيات:
من أسباب تساهل النساء في الحجاب فتاوى الفضائيات التي تصور الحجاب على أنه مجرد غطاء للرأس فقط مع أن لب الحجاب وجوهره هو تغطية الوجه, يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ: 'الحجاب الشرعي هو حجب المرأة ما يحرم عليها إظهاره أي سترها ما يجب عليها ستره وأولى ذلك وأوله ستر الوجه؛ لأنه محل الفتنة ومحل الرغبة, فالواجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحارمها .. وهناك أدلة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وأقوال أئمة الإسلام وعلماء الإسلام .. تدل على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحارمها'.
7ـ لبسه على أنه عادة لا عبادة:
من لبست الحجاب الشرعي على أنه عادة فما أسهل عليها أن تخلعه متى ما حانت لها الفرصة، ومن لبسته على أنه عبادة تتعبد الله بها كما تعبده بالصلاة والصيام وسائر العبادات، فلن تخلعه بحال من الأحوال داخل البلاد أو خارجها.
8ـ كثرة الذهاب للأسواق:
كثرة ذهاب المرأة للأسواق من أسباب التساهل بالحجاب, تقول إحدى النساء اللاتي تساهلن في الحجاب الشرعي وارتدت اللثام: 'ترددي على الأسواق كان السبب الرئيس في هذه النقلة في حياتي وأعتبرها نقلة لأنها خطوة صعبة إذ أشعر أنني غير متحجبة'.
آثار تساهل النساء بالحجاب:
1ـ فتنة الرجال:
يقول صلى الله عليه وسلم: 'ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء'.
ومن أعظم فتن المرأة التي تفتن بها الرجال الأجانب عنها عدم تغطية وجهها عنهم، ولم لا تفتن الرجال ووجه المرأة هو موضع الجمال فيها فإذا كشفته حصل به فتنة للرجال لاسيما إن كانت شابة أو جميلة أو فعلت ما يجمل وجهها ويظهره بالمظهر الفاتن، وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد وأعظم مثير للغرائز، يقول فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين: 'إن المرأة متى ما خرجت في المجتمعات .. وظهرت بهذا المظهر الفاتن فإنها لا تأمن أن تفتن بعض الناس'. تقول إحدى النساء: 'اللثام يظهر المرأة أكثر فتنة .. ماذا سننتظر من الشباب المراهق وهو يشاهد النساء يهزأن بالحجاب, إنه إشارة خضراء للمراهقين'.
2ـ زوال الحياء من المرأة:
الحياء من الأخلاق الكريمة والخصال الجميلة التي حث الإسلام على التخلق بها، ورغب في التحلي بها؛ لأنه خير ولا يأتي إلا بخير يقول: 'الحياء خير كله' ويقول: 'الحياء لا يأتي إلا بخير'.
الحياء جميل في الرجال وهو في النساء أجمل لأنه يدل على كرم عنصر من تتحلى به, يقول الله عز وجل: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص:25] 'وهذا يدل على كريم عنصرها وخلقها الحسن فإن الحياء من الأخلاق الحسنة وخصوصًا في النساء' قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: 'جاءت متسترة قائلة بثوبها على وجهها'.
وإذا كان تحجب المرأة دليل على حيائها فإن خلع الحجاب علامة على زوال حياء المرأة الذي هو 'من مقتضيات فطرتها, فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء فقيل: 'أشد حياءً من العذراء في خدرها' وزوال الحياء من المرأة نقص في إيمانها' إن المرأة التي يعلو وجهها حمرة الحياء حين يقع عليها نظر رجل من غير قصد امرأة نقية المعدن لا يزيد الحجاب باطنها إلا نقاءً ولا يزيد الحجاب ظاهرها إلا حشمة وسترًا.
3ـ إيذاؤها من ضعاف النفوس:
يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:59]، فقوله تعالى {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} 'أي إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر لسن بإماء ولا عواهر، قال مجاهد: يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة'.
إن لتشريع الحجاب حكمًا كثيرة منها حماية المرأة من أذى الفساق والفجار فقوله عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} دليل 'على وجود أذية إن لم يحتجبن وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات فيتعرض لهن من في قلبه مرض فيؤذيهن'.
إن الواقع المشاهد يدل على حكمة التشريع الرباني للحجاب, فالنساء السافرات عن وجوههن هن اللاتي يطاردن، ويلاحقن، ويؤذين من قبل ضعاف النفوس سواء كان هذا الإيذاء قولاً أو فعلاً، فقد ذكرت 86% من 312 ممن يلبسن عباءة متبرجة: أنهن تعرضن للمضايقة, وكم تسبب كشف النساء لوجوههن من مصائب لهن ولأهلهن, وقد وقعت فواجع وكوارث فقدت فيها المرأة أعز ما تملك من الشرف والعفاف والبداية هذا التساهل في كشف الوجه.
تقول بعض النساء اللائي تساهلن في ذلك: 'إنني ألبس اللثام من ستة أشهر وقد لاحظت أن معدل المعاكسات التي أتعرض لها تضاعف عشر مرات، حيث لم أتعرض طوال حياتي لمعاكسات إلا نادرًا أما الآن فأصبحت بشكل شبه يومي'. حتى السائق تتغير نظرته عندما تتساهل المرأة في حجابها تقول إحداهن: 'تعامل سائقي معي اختلف بعد اللثام حيث صار يحادثني ويمازحني ويتكلم معي كثيرًا'.
أما النساء اللاتي يلبسن الحجاب الشرعي ويغطين وجوههن فلا يمكن أن يقترب منهن فاسق أو فاجر فضلاً عن أن يؤذين بالقول أو الفعل، تقول إحدى النساء بعد أن من الله عليها بالهداية وأصبحت تغطي وجهها: 'الحمد الله منذ أن بدأت أغطي وجهي أصبحت أشعر براحة تامة هي التي شجعتني على الاستمرار, حتى الرجال الذين كنت أتأذى من تحرشهم ارتحت الآن من كل هذه المشاكل'.
وتقول امرأة عاشت التجربتين معًا كشف الوجه وتغطيته: 'صدقوني من واقع تجربة انتقلت فيها من عالم يسميه الناس 'الحرية' إلى عالم أسميه أنا الحرية .. عالم الطهر والنقاء والسعادة النفسية العميقة .. لا أظهر من المرأة من وراء حجاب والمرأة المعروضة للرجال كقطعة الحلوى المكشوفة للذباب'.
وتقول ثالثة: 'اهتديت بحمد الله ولبست الغطاء على وجهي .. فلما لبسته شعرت براحة عميقة لم أذق مثل لذتها من قبل قط .. وأجد من الناس احترامًا ووقارًا .. حتى الرجال الذين كانوا يصافحونني من قبل ويتبسطون معي في الكلام بمجرد أن رأوني قد غطيت وجهي لم يعد يجرؤ أحد منهم على أن يمد يده ويصافح أو يمزح كما يفعل مع من تكشف وجهها'. وعندما سئلت: ما تقولين لمن تكشف وجهها أو تتمنى ذلك؟ أجابت: 'أقول: إن تغطية الوجه تجعلك تعيشين في عالم من الجمال والأنس والراحة واللذة التي لا تقاوم والتي لا يشعر بها إلا من سبق أن حرم منها'.
سبل الوقاية والعلاج:
أولاً: دور البيت:
البيت هو المحضن الأول للفتاة, فبين جنباته تتعلم كثيرًا من السلوكيات كما تتربى على كثير من الأخلاق، ولذا كانت مسؤوليته في تربية البنت على الحجاب أكثر من غيره، وكان على كل من تولى رعاية وحضانة البنت من أب وأم دور أعظم من غيرهم، ويمكن أن نوجز الدور الذي يقوم به البيت في الآتي:
1ـ غيرة الولي:
الغيرة من مكارم الأخلاق ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفًا سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ: 'إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني'، وتقول أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ عن زوجها الزبير: 'فاستحيت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس'، الغيرة لها مظاهر ومن أعظم مظاهرها غيرة المحب على محبوبه أن يكون سلعة مشكوفة لكل أحد يقلب النظر إليه ولذا فهو يحجب محبوبه عن الآخرين لأنه يراه شيئًا كبيرًا أشبه بالجوهرة الثمينة واللؤلؤة الغالية التي يضن بها صاحبها على الناس فلا يراها أحد منهم. فالغيور من الأولياء لا يسمح لموليته من زوجة وابنه وأخت وغيرهن أن يخرجن كاشفات لوجوههن متبرجات بزينتهن ولو غار الأولياء ما سفرت النساء عن وجوههن وأظهرن محاسنهن ومفاتنهن؛ لأن الغيرة هي السياج المعنوي لحماية الحجاب، وقد ذكر الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في حوادث سنة 286 'أن امرأة تقدمت إلى قاضي الري فادعت على زوجها بصداقها خمسمائة درهم فأنكر ذلك فجاءت ببينة تشهد لها به فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا فلما صمموا على ذلك قال الزوج: لا تفعلوا هي صادقة فيما تدعيه, فأقر بما ادعت ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها, فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه وإنه إنما أقر ليصون وجهها عن النظر: هو في حل من صداقي'. وهنا كلمة للأولياء من سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ: 'اتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور .. واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه عافانا الله وإياكم من شر ذلك'. ونذكر الأولياء بقوله صلى الله عليه وسلم: 'كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة'. يقول فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين: 'أنصح أولياء الأمور أن يغاروا على محارمهم وتحملهم الغيرة على أن يحجبوا مولياتهم ويمنعوهن من هذا اللباس الذي تفنن فيه الكثير من نساء المسلمين .. ونتج عن ذلك مفاسد وارتكاب فواحش .. وإن تساهل مع موليته ورخص لها في هذه الألبسة ومكنها من الخروج إلى الأسواق فإنه آثم قلبه, وقد يدخل فيمن يقر المنكر أو يسبب وجوده في محارمه'.
2ـ تحجب الأم:
فتاة تعيش في بيت كلما خرجت أمها منه أو دخلت إليه رأتها كاشفة لوجهها أو متساهلة في ذلك بإظهار بعضه ماذا يتوقع منها؟ سوف تكون مثل أمها إن لم تكن أسوأ؛ إذًا لابد أن تكون الأم قدوة حسنة لابنتها في الحجاب فتلبس الحجاب الشرعي الساتر الذي يستر وجهها ومحاسنها عن الرجال الأجانب عنها مستشعرة أنها مسؤولة عن هذه البنت وسوف تسأل عنها، لقوله صلى الله عليه وسلم: 'كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها'.
3ـ تربية البنت على الحجاب من خلال الآتي:
أـ أن تربى على أن قدوتها في ذلك أمهات المؤمنين وصحابيات أفضل القرون اللاتي امتثلن لشرع ربهن فسارعن بتغطية وجوههن، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: 'يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31] شققن مروطهن فاختمرن بها'، قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: 'فاختمرن أي غطين وجوههن' وعنها ـ رضي الله عنها ـ في قصة الإفك قالت: 'وكان صفوان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي' أي غطت وجهها.
ب ـ أن يغرس في نفس البنت منذ صغرها أن الحجاب عبادة وليس عادة، وأنه أمر رباني يجب الامتثال له، وأنه كغيره من العبادات لا مجال فيها لآراء أو اجتهادات بشرية، ومن لبست الحجاب على عبادة ليس عادة وأنه طاعة للمولى وقربة للرحمن فلن تخلعه بحال من الأحوال لا داخل البلاد ولا خارجها, فعندما سألت مسلمة عن حجابها هي وبناتها الخمس عندما تذهب لبلدها الولايات المتحدة الأمريكية أجابت: 'أحافظ أنا وبناتي على الحجاب الشرعي، الذي أحببناه، عباءة، وغطاء وجه، وجوربين، وقفازين، أليس سبحانه يرانا أينما كنا؟ أليس الحجاب عبادة؟'.
ج ـ أن يغرس في نفس البنت منذ صغرها حب الحجاب، وأن يوضح لها فوائده وحكمة الله في مشروعيته، وأنه شرع لستر الزينة والمفاتن عن الرجال وليس لإظهارها وفتنتهم بها، وأن يوضح لها أضرار التبرج ومخططات الأعداء في ذلك، وأن يبين لها أن المرأة المسلمة حين تتخلى عن حجابها فهي تتخلى عن حيائها.
د ـ أن تربي البنت منذ صغرها على الحياء، وأن يبين لها فوائد وثمار الحياء، وأن من أكبر العوامل المساعدة على الحياء لبس الحجاب الشرعي فتتعود على لبسه وهي صغيرة؛ لأنها إذا تعودت على ذلك من الصعب أن تنزعه أو تتساهل فيه مستقبلاً، أما إن تساهل الأهل في ذلك ولم يلبسوا البنت الحجاب بحجة أنها صغيرة أو ألبسوها حجاب زينة وتبرج فالغالب أنها تعتاد ذلك ويهون عليها الحجاب فلا تلبسه إذا هي كبرت أو تتهاون به.
و ـ الحزم مع البنت وعدم التهاون معها في لبس الحجاب؛ من قبل والدها ووالدتها على حد سواء في حالة رفضها لبس الحجاب لأنه عبادة يجب فعلها لا مجال فيها للرفض, فالبنت إذا رفضت فعل أمر دنيوي كرفض الذهاب للمدرسة فهل يتركها والدها أو والدتها؟ أم يكونا حازمين معها؟ فإذا حزما في أمور الدنيا فمن باب أولى أن يكونا حازمين في أمور الدين.
ز ـ أن يمنع دخول البيت كل وسيلة تهون من أمر الحجاب في عين البنت وتجعلها تستهين بها وعلى رأس تلك الوسائل القنوات الفضائية التي ما دخلت بيتًا إلا وسببت له أضرارًا متعددة لعل من أوضحها تساهل النساء بالحجاب واللباس وكذلك يمنع من دخول البيت المجلات الهابطة التي تنشر صور النساء الفاجرات السافرات والتي تجعل البنت من كثرة المشاهدة لها تتساهل بالحجاب.
ثانيًا: دور المدرسة:
المدرسة والبيت مكملان لبعض، فالمدرسة دورها كبير ولا يقل عن دور المنزل, فهي مكملة ومتممة له, والمنزل بدون تعاون المدرسة لا يستطيع أن يقوم بدوره على الوجه الأكمل, ويمكن للمدرسة أن تقوم بالخطوات التالية:
1ـ إلزام جميع الطالبات بالحجاب الشرعي من غطاء الوجه الساتر والعباءة المحتشمة التي تلبس على الرأس وعدم التساهل في هذا من قبل إدارة المدرسة.
2ـ أن تلتزم موظفات المدرسة من إداريات ومعلمات بالحجاب الشرعي حتى يكن قدوة حسنة للطالبات في ذلك.
3ـ تكريم الطالبات اللاتي يلبسن الحجاب الشرعي والإشادة بهن في الطابور الصباحي والإذاعة المدرسية، تقول أم إحدى الطالبات: 'لا أنسى دور مديرة المدرسة ومعلماتها عندما تم تكريم ابنتي في طابور الصباح على احتشامها ولبسها للعباءة على الرأس بين الطالبات مما كان له أبلغ الأثر عليها .. أسأل الله أن يثيب كل معلمة ومديرة حريصة على توجيه الطالبات لما ينفعهن في الدنيا والآخرة'.
4ـ استخدام أسلوب الترغيب لحث الطالبات على الالتزام بالحجاب الشرعي من خلال إقامة المحاضرات والندوات وتوزيع الأشرطة والكتيبات والنشرات التي تحض على لبس الحجاب وتبين فوائده ومحاسنه.
5ـ استخدام أسلوب الترهيب والتخويف من عذاب الله وعقابه لمن لا تلبس الحجاب الشرعي أو تتهاون به.
6ـ توعية الأمهات بأهمية الحجاب الشرعي من خلال مجالس الأمهات وعن طريق بعث النشرات والمطويات لهن في هذا الموضوع.
ثالثًا: واجب المرأة:
يقول فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين: 'نذكر الأخوات المسلمات أن يرجعن إلى ما كانت عليه المرأة المسلمة من عهد الصحابيات إلى العهد القريب بما عليهن أمهاتهن وجداتهن من ستر الوجه كاملاً وعدم إبداء شيء من الزينة'.
أختي المؤمنة: إن لم نلتزم نحن بالحجاب الشرعي في بلد التوحيد ومهبط الوحي ومهد الرسالة ومحط أنظار المسلمين في العالم فمن يلتزم به؟ وكيف يمكننا أن ندعو الآخرين إلى احترام ديننا والدخول فيه ونحن نخالف أوامره؟
أختاه: أما تعلمين أنك بتبرجك وسفورك تعرضين نفسك للفتن وتفتنين الآخرين؟! أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان؟ هل ترضين أن تكوني سببًا في وقوع مسلم في الحرام؟ أيسرك أن تكون قدوة في الشر أو ممن سن في الإسلام سنة سيئة فكان عليه وزرها ووزر من تبعه إلى يوم القيامة.
أختي الكريمة: 'أعلم أنك تريدين أن تظهري بالمظهر الحسن الجذاب أمام الناس وقد يكون ذلك عن حسن نية .. فإن كنت تريدين أن تكوني جميلة فاعلمي أن جمال المسلمة الحقيقي يكمن في حجابها وخلقها وحيائها وطهرها'.
أخيتي: إنك بالحجاب الشرعي باب موصد في وجه العدو, وسور عال أمام مكائده, فاحذري أختاه أن يؤتى الإسلام من قبلك وأنت لا تشعرين.
أختاه: ما الذي دفعك للخروج بهذا الحجاب السافر؟ هل هو تقليد الأخريات؟ أو التأثر بالصديقات أو مسايرة للركب وخجلاً من التخلف عنه؟ أيًا كان جوابك فهو دليل على ذوبان الشخصية وإلغاء العقل يقول الله عز وجل: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه} [الأنعام:116] ويقول سبحانه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ} [الفرقان:27ـ29].
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.