ثمنك ايمانك وخلقك
مر هذا الرجل الفقير المعدم
وعليه اسمال باليه وثياب رثه
جائع البطن ، حافي القدم ، مغمور النسب
لا جاه ولا مال ولا عشيره
ليس له بيت يأوي اليه
ولا اثاث ولا متاع
يشرب من الحياض العامه ب كفيه مع الواردين
وينام في المسجد ،
مخدته ذراعه ،
وفراشه البطحاء ،
لكنه صاحب ذكر لربه وتلاوه لكتاب مولاه
لا يغيب عن الصف الاول في الصلاه والقتال ،
.................................................................................................
مر ذات يوم برسول الله صلى الله عليه وسلم
فناداه بإسمه وصاح به :
>> ياجليبيب الا تتزوج << ؟
قال :
" يارسول الله ، ومن يزوجني ؟ ولا مال ولا جاه "
ثم مر به اخرى ،
فقال له مثل قوله الاول ،
واجاب بنفس الجواب ،
ومر ثالثه ، فأعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
>> ياجليبيب ،
انطلق الى بيت فلان الانصاري وقل له :
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ،
ويطلب منك ان تزوجني بنتك << .
.................................................................................................
وهذا الانصاري من بيت شريف واسره موقره
فأنطلق جليبيب الى هذا الانصاري
وطرق عليه الباب فأخبره بما امر به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الانصاري :
" على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام
وكيف ازوجك بنتي ياجليبيب ولا مال ولا جاه ؟"
وتسمع زوجته الخبر فتعجب وتتساءل :
جليبيب ، لا مال ولا جاه ؟!
فتسمع البنت المؤمنه كلام جليبيب
ورساله الرسول صلى الله عليه وسلم
فتقول لابويها
اتردان طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
لا والذي نفسي بيده
لا والذي نفسي بيده
لا والذي نفسي بيده
.................................................................................................
وحصل الزواج المبارك
والذريه المباركه والبيت العامر
المؤسس على تقوى من الله ورضوان
.................................................................................................
ونادى منادي الجهاد ،
وحضر جليبيب المعركه ،
وقتل بيده سبع من الكفار،
ثم قتل في سبيل الله ،
وتوسد الثرى راضيا عن ربه
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن مبدئه الذي مات من اجله
.................................................................................................
ويتفقد الرسول صلى الله عليه وسلم القتلى
فيخبره الناس بأسمائمهم
وينسون جليبيبا في غمره الحديث
لانه ليس لامعا ولا مشهورا
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر جليبيبا ولا ينساه
ويحفظ اسمه في الزحام ولا يغفله
ويقول :
لكنني افقد جليبيبا
.................................................................................................
ويجده وقد تدثر بالتراب
فينفض التراب عن وجهه ويقول له :
فقتلت سبعه ثم قتلت ؟
انت مني وانا منك
انت مني وانا منك
انت مني وانا منك
انت مني وانا منك
.................................................................................................
ويكفي هذا الوسام النبوي
جليبيبا عطاء ومكافأه وجائزه
إن ثمن جليبيب
إيمانه وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له
ورسالته التي مات من اجلها
إن فقره وعدمه
وضآله اسرته لم تؤخره عن هذا الشرف العظيم
والمكسب الضخم
لقد حاز الشهاده والرضا والقبول
والسعاده في الدنيا والاخره:
( فرحين بما اتاهم الله من فضله
ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
.................................................................................................
إن قيمتك في معانيك الجليله وصفاتك النبيله .
إن سعادتك في معرفتك للاشياء
واهتمامك وسموك
ان الفقر - والعوز - والخمول
ماكان يوماً من الايام - عائقاً
في طريق التفوق والوصول والاستعلاء
.................................................................................................
هنيئاً لمن عرف ثمنه فعلا بنفسه
وهنيئا لمن اسعد نفسه بتوجيهه وجهاده ونبله
وهنيئا لمن احسن مرتين
وسعد في الحياتين
وافلح في الكرتين : الدنيا والآخره
.................................................................................................
| سؤال |
ماذا قدمت لدين الله ؟؟
منقووووووووووووول