حين تأتيك العطله الصيفيه ينقسم الناس الى
ثلاثة أقسام :
1- ظالم لنفسه
2- مقتصد
3- سابق بالخيرات
أولاً - الصنف الظالم لنفسـه :
هومن ظن أن الحياة لعب و لهو و غناء و أكل و شرب و نوم و ذهاب و إياب ، و ما عَلِم أن الله سوف يسألهُ عن كل دقيقه من
دقائق حياته .
ومن جعل هذه العطله أو الاجازه للشهوات و لتضعيف السيئات و نسي رقابة الواحد الأحد رب الارض و السموات .
شاب نسي مراقبة الله ، و عين الله ، و لقاء الله ، نسي أنه ابنٌ لخالد بن الوليد الذي اسمع اذن الدهر ، و خطب على منبر
الدنيا ، و اسال دم الوثنيه في الأرض لترتفع راية لا اله الا الله .
نسي أنه ابنٌ لسعد بن ابي وقاص الذي دكّ إيوان كسرى و كبّر في الإيوان وانصدع فقال { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ }
نسي أنه ابنٌ لعمر بن الخطاب الذي إذا ذُكر في مجالس القياصره و الأكاسره فزعوا لذكره !!
يامن يرى عمراً تكسوه بردته و الزيت أُدم له و الكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرطاً و مــلــوك الـــروم تخشـــــاه
و أبناء عمر ، و أبناء خالد ، و أبناء سعد ، يخرجون مغنيين راقصين لاعبين مشجعين . لا و الله . هذا باطل و ظلم و جور
ونسيت الشابة مراقبة الله ، و عين الله ، و لقاء الله ،وانها حفيدة خديجة وفاطمة .. وأخت ِلحفصة وعائشة ..امهات المؤمنين
من أخرجوا أجيال يفتخر بهم إلى يوم الدين
وهذا الصنف يتحرى الاجازه بلهب ليذهب في كل مذهب ، أما الصلوات فلا تسأل عنها فقد ضيّعها ، و أما القرآن فهجره ، و
أما الذكر فلا يعرفه ، و أما المسجد فما اهتدى اليه .
فيا رب ، هذه هي الأمه التي رفعت اسمك لا تضيّع آخرها و احفظها كما حفظت أولها . يا رب ، هولاء أبناء الذين أسكتوا
البشريه ليسمعوا كلامك الإنسانيه .
ثانيـاً – الصنف المقتصد :
من اقتصد لم يستغل الاجازه في معصية الله بل استغلها في المباحات ، يؤدي الفرائض و ينتهي عن المحرّمات . ينام نوماً
عميقاً ، فإذا استيقظ اشتغل بالزيارات و النزهات .
فأين استثمار الوقت ؟؟ أين القراءه ؟ أين التلاوه ؟ أين العلم و التعلم ؟؟
ثالثـاً – صنف السابقين بالخيرات :
هم شباب الاسلام و شابات الاسلام ، و هم نجوم التوحيد ، وهم كوكبة محمد صلى الله عليه و سلم ، و هم الفجر لهذا الدين.
إنهم شباب وشابات عرفوا الحياة و عرفوا أنهم سوف يقفون بين يدي علاً م الغيوب ، و عرفوا أن السلف الصالح استثمروا
أوقاتهم في مرضاة الله .
هذا القسم سابق بالخيرات ، كتاب الله خِدنه و رفيقه و ربيع قلبه ، لا تفوته الصلوات و لا تكبيرة الإحرام في جماعة .
حضرت الأعمش الوفاة فبكى أبناؤه . فقال لهم : ابكوا أو لا تبكوا ، و الله ما فاتتني تكبيرة الاحرام ستين سنه .
لأنه يريد جنة عرضها السموات و الأرض .
هؤلاء الشباب مقبلون على العلم إقبالاً جازماً و عازماً على استثمار الوقت ، دروسهم دعوه ، جلساتهم إيقاظ و صحوه ، و
حركاتهم طاعه . فهؤلاء الذين سبقوا بالخيرات
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ }
فيا شباب وفتيات الاسلام ، الا تريدون أن تكونوا من السابقين بالخيرات الذين ليلهم طاعه ، و نهارهم تسبيح و زلفى و
قربى من الله . كمصعب بن عمير ، و سعد ، و خالد ، كطارق و صلاح الدين وأنتن ياشابات الا تريدون أن تكونوا كمهآت
المومنين عائشة وفاطمة وخديجة رضي الله عنهم ....؟؟؟
فهم :
عُبـّاد ليــل اذا جُـن الظــلام بهم كــم عـابـد دمعــه في الخـد أجراه
وأســـدُ غاب اذا نادى الجهاد بهم هبّوا الى الموت يستنجدون رؤيـــاه
يا رب فابعث لنـا من مثلهم نفراً يُــشــيــدون لــنــا مجــداً أضعنـاه
يا شباب الاسلام ، يا جيل محمد صلى الله عليه و سلم ، يا حفظة دولة الاسلام ، يا من دكّ أجدادهم دولة الاصنام ، أنتم
مرشحون للعوده الى الله ، و أنتم مرشحون لقيادة البشريه .
من يقود الناس الا أنـتـم ؟ و من يوجه الناس إلا أنـتـم ؟
فانظر في نفسك ......أي الاصناف أنت ؟؟
وأنتي ايضاً يافتات الاسلام انظري في نفسك ......أي الاصناف أنتي ؟؟
اللهم ردنا اليك رداً جميلاً ، و كفّر عنا سيئاتنا ، و أصلح بالنا ، و أخرجنا من الظلمات الى النور و صلى الله و سلم
على سيدنا محمد . آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقووووول