قال الله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ). البقرة :23ـ24
"دعا القرآن قريشا الى أن تحاول محاكاة القرآن تحديا لها في مواطن كثيرة
أبرزها الآية التي نحن بصددها ويظهر أنها حاولت أن تردّ على هذا التحدي
فعجزت عن هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولم تنقطع الرغبة في تقليد القرآن بعد حياته،
فقد حاول :
مسيلمة الكذاب الذي ظهر باليمامة في بني حنيفة"(1)
"وكان هناك رجل أشعل له فتيل الفتنة
والردة وهو : الرَّحَال بن عُنْفوة، وقد كان الرحَّال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقرأ سورة البقرة.
فلما رجع إلى مسيلمة شهد له في جماعة من بني حنيفة
أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الأمر، وأنه قد أعطي النبوة كما أعطيها، وكان قوله أشد على أهل اليمامة من فتنة مسيلمة. " (2)
"طليحة بن خويلد الذي تنبّأ في بني أسد
الأسود العنسي الذي تنبّأ في اليمن
سجاح التي ظهرت في بني تغلب" (3)
"لقيط بن مالك الأزدي، نبغ في عمان وكان يسمى في الجاهلية الجُلَنْدَى،
فادعى ما ادعاه من تنبأ، وغلب على عمان مرتداً، وارتد أهل عمان " (4)
"ولا سبيل الى الجزم بأن الكلام الذي جاء به هؤلاء منسوب إليهم حقيقة بل نرجّح أنه من تخيّل القصّاص المتأخرين، فمن هذا الكلام المتهافت الذي نسب الى مسيلمة انه كان يقول: «يا ضفدع بنت ضفدعين، نقّي ما نقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدّرين، ولا الشارب تمنعين» وواضح تماما أن هذا الهراء ليس من لغة الجاهلين في شيء، ومع هذا فقد خدع عنه الجاحظ، أو هو يسخر منه حين يقول: «ولا أدري ما الذي هيّج مسيلمة حتى ساء رأيه في الضفدع»
وأما وحي الأسود العنسي- كما يقول- فكان ينزل به عليه - على زعمه- ملك أسماه:
ذا ضمار وكان رجلا فصيحا يجيد سجع الكهّان وقد ضاع كلامه ولم يصلنا منه شيء، وأما وحي طلحة فقد كان ينزل به عليه- فيما يزعم- ملك سمّاه ذا النون
ثم عدل عن ذي النون وقال لا بل هو جبريل ولم يعرف شيء عن قرآنه المزعوم
وأما سجاح فقد ادّعت قرآنا إلا أن وحيها صمت حين لقيت مسيلمة
وتزوجته ذلك الزواج الماجن المضحك،
الذي تذكر مخازيه كتب الأدب والتاريخ .
وذكر ابن قيّم الجوزيّة والباقلاني أن عبد الله بن المقفع عندما انتهى الى قوله تعالى:
«
حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور» الى قوله: «وقيل بعدا للقوم الظالمين»
عدل عن إن شاء قرآنه وقال: هذا لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله،
وترك المعارضة وأحرق ما كان اختلقه،
ويقول الباقلّاني: إن قوما أدعوا أن ابن المقفع عارض القرآن في كتابه «الدرّة اليتيمة» ولكنه لم يجد فيما أنشأ ابن المقفع في هذا الكتاب ما يصح أن يكون تقليدا للقرآن.
وكان شاعرنا العظيم أبو الطيب المتنبي قد تنبأ- فيما يقول الرواة- في بادية السماوة وأنشأ كلاما سماه قرآنا منه قوله:
«والنجم السيّار، والفلك الدوّار، والليل والنهار، إن الكافرين لفي أخطار امض على سننك، واقف من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه، وضلّ عن سبيله » إلا أن المتنبي عدل عن هذه المحاولة، على أننا نشك كثيرا في هذه الروايات لأن المتنبي كان أحصف من أن ينسب الى نفسه مثل هذا الهراء ولأسباب أخرى لا مجال لبحثها الآن.
"دعا القرآن قريشا الى أن تحاول محاكاة القرآن تحديا لها في مواطن كثيرة
أبرزها الآية التي نحن بصددها ويظهر أنها حاولت أن تردّ على هذا التحدي
فعجزت عن هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولم تنقطع الرغبة في تقليد القرآن بعد حياته،
فقد حاول :
مسيلمة الكذاب الذي ظهر باليمامة في بني حنيفة"(1)
"وكان هناك رجل أشعل له فتيل الفتنة
والردة وهو : الرَّحَال بن عُنْفوة، وقد كان الرحَّال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقرأ سورة البقرة.
فلما رجع إلى مسيلمة شهد له في جماعة من بني حنيفة
أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الأمر، وأنه قد أعطي النبوة كما أعطيها، وكان قوله أشد على أهل اليمامة من فتنة مسيلمة. " (2)
"طليحة بن خويلد الذي تنبّأ في بني أسد
الأسود العنسي الذي تنبّأ في اليمن
سجاح التي ظهرت في بني تغلب" (3)
"لقيط بن مالك الأزدي، نبغ في عمان وكان يسمى في الجاهلية الجُلَنْدَى،
فادعى ما ادعاه من تنبأ، وغلب على عمان مرتداً، وارتد أهل عمان " (4)
"ولا سبيل الى الجزم بأن الكلام الذي جاء به هؤلاء منسوب إليهم حقيقة بل نرجّح أنه من تخيّل القصّاص المتأخرين، فمن هذا الكلام المتهافت الذي نسب الى مسيلمة انه كان يقول: «يا ضفدع بنت ضفدعين، نقّي ما نقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدّرين، ولا الشارب تمنعين» وواضح تماما أن هذا الهراء ليس من لغة الجاهلين في شيء، ومع هذا فقد خدع عنه الجاحظ، أو هو يسخر منه حين يقول: «ولا أدري ما الذي هيّج مسيلمة حتى ساء رأيه في الضفدع»
وأما وحي الأسود العنسي- كما يقول- فكان ينزل به عليه - على زعمه- ملك أسماه:
ذا ضمار وكان رجلا فصيحا يجيد سجع الكهّان وقد ضاع كلامه ولم يصلنا منه شيء، وأما وحي طلحة فقد كان ينزل به عليه- فيما يزعم- ملك سمّاه ذا النون
ثم عدل عن ذي النون وقال لا بل هو جبريل ولم يعرف شيء عن قرآنه المزعوم
وأما سجاح فقد ادّعت قرآنا إلا أن وحيها صمت حين لقيت مسيلمة
وتزوجته ذلك الزواج الماجن المضحك،
الذي تذكر مخازيه كتب الأدب والتاريخ .
وذكر ابن قيّم الجوزيّة والباقلاني أن عبد الله بن المقفع عندما انتهى الى قوله تعالى:
«
حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور» الى قوله: «وقيل بعدا للقوم الظالمين»
عدل عن إن شاء قرآنه وقال: هذا لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله،
وترك المعارضة وأحرق ما كان اختلقه،
ويقول الباقلّاني: إن قوما أدعوا أن ابن المقفع عارض القرآن في كتابه «الدرّة اليتيمة» ولكنه لم يجد فيما أنشأ ابن المقفع في هذا الكتاب ما يصح أن يكون تقليدا للقرآن.
وكان شاعرنا العظيم أبو الطيب المتنبي قد تنبأ- فيما يقول الرواة- في بادية السماوة وأنشأ كلاما سماه قرآنا منه قوله:
«والنجم السيّار، والفلك الدوّار، والليل والنهار، إن الكافرين لفي أخطار امض على سننك، واقف من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه، وضلّ عن سبيله » إلا أن المتنبي عدل عن هذه المحاولة، على أننا نشك كثيرا في هذه الروايات لأن المتنبي كان أحصف من أن ينسب الى نفسه مثل هذا الهراء ولأسباب أخرى لا مجال لبحثها الآن.