الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد
و على آله وصحبه أجمعين..
سلام على كل مؤمن مهموم
سلام على كل مبتلى مغموم
سلام على كل مسلم مريض أو ضرير
سلام على كل مؤمن مجروح أو كسير
سلام على من نزل عليه البلاء , فعظم عليه البلاء
سلام على من كان طريح الأسرة البيضاء
سلام على من فقد الأمهات و الآباء
سلام على أولئك الذين فقدوا أهليهم
سلام على أولئك الذين فُجعوا بذويهم
سلام عليك إذ ودعت أبًا , طالما مد يد المعروف إليك
سلام عليك إذ ودعت أمًّا , طالما سكبت حنانها عليك
سلام على من فقد واحد من الأبناء و البنات
سلام عليكم و رحمات عدد ما سكبتم من
الدموع و العبرات
و عدد ما لفظتم من الآهات و الأنات
رفع الله قدركم و خفف الله مصابكم
و جبر الله كسركم و عظم الله أجركم
نعرف أن البلاء أحيانًا يكون صعبًا , وأن الإنسان قد
يتعب و يتألم
فمن لك غير الله , إذا دفعت عن الأبواب إلا بابه !؟
من لك غير الله إذا دفعت عن كل جناب إلا جنابه !؟
يا صاحب الهم , إن الهم منفرج *** ابـــشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيــانًا بصاحبه *** لا تيأسن فإن الـــكافي الله
و الله مالك غير الله من أحد , فحسبك الله
بشارة لأهل البلاء جميعًا .. بأن الله أحبكم
قد يقول مبتلى : يحبنا ! و ما دخل المحبة بالبلاء ؟
فلنسمع هذا الجواب من رسول الله صلى الله عليه و سلم
حيث قال : ( إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم )
رواه الترمذي
وو الله , لمحبة الله تعالى تساوي الدنيا و ما فيها , اعطني محبة الله
, وخذ مني كل شيء .. تذكر هذا الكلام إذا وقع بك البلاء
الناس عند وقوع البلاء ينقسمون إلى أربعة أقسام
و لديك كامل الحرية أن تختار أي قسم منها
الأول : يتسخط إذا وقع البلاء ..
هذا النوع محرم و أصحابه آثمون
لا يجوز أن تتسخط .. فرسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول: ( إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضي فله الرضا
, و من سخط فله السخط )
رواه الترمذي
فلا تتذمر , و لا تتشكى عند الناس
* اشتكى رجل عند الأحنف بن قيس وجع ضرسه ,
فلما أكثر عليه , قال الأحنف : لقد فقدت عيني منذ أربعين سنة
, ما أخبرت أحدًا ..
* و جاء رجل إلى أحد الصالحين يتشكى له سوء الحال و الفقر
و المرض , فقال له : و يحك ! أتشتكي الله عندي !؟
أتشتكي من يقدر عند من لا يقدر !؟
فابتعد عن الشكوى , لأن الذي يتشكى كأنه يتشكى على الله تعالى ,
لا بأس أن تخبر بها ؛ لأن من يخبر بمصيبته شيء ,
و الذي يتشكى شيء آخر , أما إذا وصل الإنسان مرحلة يلطم فيها
و يشق الثياب , فهذه من العظائم
يقول ابن مسعود : من أصيب بمصيبة فمزق ثوبًا أو ضرب صدرًا
, فكأنما أخذ رمحًا يريد أن يقاتل الله به ربه عز و جل , و العياذ بالله
هذا هو التعامل الأول الذي يمكن أن يكون مع الله
و هو تعامل محرم , لا يجوز أن تكون هذا مع ربك و إلهك
فيجب إذن على صاحب البلاء أن ينتقل إلى المرحلة الثانية
إلى النوع الثاني من أنواع التعامل مع الله عند البلاء ..
الثاني : التعامل مع الله بالصبر عند البلاء
فإذا قررت أن تكون
من أهل هذا التعامل مع الله , فابشر , فستفتح لك أبواب الحسنات
فتحًا مبينًا , يقول الله تعالى :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
سورة الزمر : 10
( بغير حساب ) يقول أحد المفسرين : ليس يوزن لهم ,
و لا يكال إنما يُغرف لهم غرفًا , لدرجة أن الذين لم يصبهم
بلاء يتمنون مكانهم يوم القيامة , يقول النبي صلى الله عليه و سلم
: ( ليودَّنَّ أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض
مما يرون من ثواب أهلالبلاء )
رواه الترمذي
هذا غير تكفير الذنوب , لكن بشرط أن تحتسب الأجر ,
بحيث أنك لم تصبر إلا لله , لا لأنه لا يوجد اختيار آخر
المسألة ليست سهلة , لكن اصبر
الصبر مثل اسمه , مر مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل
ثالثًا : توجد مرتبة أعلى , حيث يوجد تعامل أرقى من الصبر
تتعامل فيه مع الله , إنه (الرضا) , أن تكون راضٍ بمصيبتك
الصابر كاره لمصيبته , لكنه صابر , أما الراضي فإنه يشعر بشيء آخر
, فهو راضٍ عن الله , ليس فقط صابر بل راضٍ تمام الرضا
قد يقول قائل : كيف يحس بالرضا و هو يتألم !؟
أمن الممكن أن يجتمع الألم مع الرضا !
طبعًا ممكن .. ألا ترى أن المريض يشتري الدواء المر
فيشربه و هو راضٍ به , مع أنه مر !
حقنة يتألم منها , لكنه راضٍ بها ,
لدرجة أنه يشتريها بأغلى ماله
كن أنت مع البلاء كذلك , فإذا رضيت عن ربك فالحمد لله
ابشرك , سيرضى الله عنك , قال صلى الله عليه و سلم :
( فمن رضي فله الرضا ) هذا هو التعامل الثالث ,
هذا هو التعامل الراقي , الذي يمكن أن يكون بينك و بين الله
و إذا أحببت أن ترتفع أكثر في تعاملك مع الله , فيمكنك ذلك
أما تحب أن تكون في القمة , قمة التعامل مع الله أثناء البلاء !؟
رابعًا : أفضل ما تفعله عند البلاء أن تكون من النوع الرابع ,
و هو الذي إذا وقع البلاء عليه شكر , يشكر ؛
لأنه يفرح بالبلاء , قال صلى الله عليه و سلم :
( و لأحدهم كان أشد فرحًا بالبلاء , من أحدكم بالعطاء )
رواه ابن ماجه
ليس كل أحد يستطيع أن يصل إلى هذه المرحلة
يفرح ؛ لأنه يعرف أنه ستزيد حسناته , و تكفر سيئاته ,
و يعلم أن ذلك من تقدير أرحم الراحمين .. أرحم به من نفسه
فيعلم أنها خير له , فيفرح , يعلم أن هذه المصيبة أهون من غيرها
, أهون مما يمكن أن يكون أشد , أصابت غيره ما أصابته , فيفرح
يقول أحدهم : رأيت مرة أحد الصالحين , و قد أصابته قرحة في أصبعه
, فقلت له : ألا تتشكى ؟ ألا تتألم ؟
فقال : أرأيت لو كانت في وجهي ؟ أرأيت لو كانت في لساني؟
أرأيت لو كانت في عيني ؟
يقول هذا الرجل : فما زال يقول لي: أرأيت .. أرأيت.. أرأيت ..
حتى ظننت أن هذه القرحة هي أعظم نعمة أنعم الله بها عليه
.. هذا شكر .. مرحلة راقية عالية
هذه أربعة أنواع من التعامل مع الله , يمكن أن تختار أحدها
إذا وقع عليك البلاء .. فإما أن تعامل الله بالتسخط
و إما أن تعامله بالصبر , و إما أن تعامله بالرضا
و إما أن تعامله بالشكر
نسأل الله أن يرفع البلاء عن جميع المسلمين
نسأل الله أن يرضى عنا و عنكم , و يغفر لنا و لكم
و يجعلها رفعة في الدرجات , و تكفيرًا في الخطيئات
و رضًا عند فاطر الأرض و السماوات
و الحمد لله رب العالمين
و على آله وصحبه أجمعين..
سلام على كل مؤمن مهموم
سلام على كل مبتلى مغموم
سلام على كل مسلم مريض أو ضرير
سلام على كل مؤمن مجروح أو كسير
سلام على من نزل عليه البلاء , فعظم عليه البلاء
سلام على من كان طريح الأسرة البيضاء
سلام على من فقد الأمهات و الآباء
سلام على أولئك الذين فقدوا أهليهم
سلام على أولئك الذين فُجعوا بذويهم
سلام عليك إذ ودعت أبًا , طالما مد يد المعروف إليك
سلام عليك إذ ودعت أمًّا , طالما سكبت حنانها عليك
سلام على من فقد واحد من الأبناء و البنات
سلام عليكم و رحمات عدد ما سكبتم من
الدموع و العبرات
و عدد ما لفظتم من الآهات و الأنات
رفع الله قدركم و خفف الله مصابكم
و جبر الله كسركم و عظم الله أجركم
نعرف أن البلاء أحيانًا يكون صعبًا , وأن الإنسان قد
يتعب و يتألم
فمن لك غير الله , إذا دفعت عن الأبواب إلا بابه !؟
من لك غير الله إذا دفعت عن كل جناب إلا جنابه !؟
يا صاحب الهم , إن الهم منفرج *** ابـــشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيــانًا بصاحبه *** لا تيأسن فإن الـــكافي الله
و الله مالك غير الله من أحد , فحسبك الله
بشارة لأهل البلاء جميعًا .. بأن الله أحبكم
قد يقول مبتلى : يحبنا ! و ما دخل المحبة بالبلاء ؟
فلنسمع هذا الجواب من رسول الله صلى الله عليه و سلم
حيث قال : ( إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم )
رواه الترمذي
وو الله , لمحبة الله تعالى تساوي الدنيا و ما فيها , اعطني محبة الله
, وخذ مني كل شيء .. تذكر هذا الكلام إذا وقع بك البلاء
الناس عند وقوع البلاء ينقسمون إلى أربعة أقسام
و لديك كامل الحرية أن تختار أي قسم منها
الأول : يتسخط إذا وقع البلاء ..
هذا النوع محرم و أصحابه آثمون
لا يجوز أن تتسخط .. فرسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول: ( إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضي فله الرضا
, و من سخط فله السخط )
رواه الترمذي
فلا تتذمر , و لا تتشكى عند الناس
* اشتكى رجل عند الأحنف بن قيس وجع ضرسه ,
فلما أكثر عليه , قال الأحنف : لقد فقدت عيني منذ أربعين سنة
, ما أخبرت أحدًا ..
* و جاء رجل إلى أحد الصالحين يتشكى له سوء الحال و الفقر
و المرض , فقال له : و يحك ! أتشتكي الله عندي !؟
أتشتكي من يقدر عند من لا يقدر !؟
فابتعد عن الشكوى , لأن الذي يتشكى كأنه يتشكى على الله تعالى ,
لا بأس أن تخبر بها ؛ لأن من يخبر بمصيبته شيء ,
و الذي يتشكى شيء آخر , أما إذا وصل الإنسان مرحلة يلطم فيها
و يشق الثياب , فهذه من العظائم
يقول ابن مسعود : من أصيب بمصيبة فمزق ثوبًا أو ضرب صدرًا
, فكأنما أخذ رمحًا يريد أن يقاتل الله به ربه عز و جل , و العياذ بالله
هذا هو التعامل الأول الذي يمكن أن يكون مع الله
و هو تعامل محرم , لا يجوز أن تكون هذا مع ربك و إلهك
فيجب إذن على صاحب البلاء أن ينتقل إلى المرحلة الثانية
إلى النوع الثاني من أنواع التعامل مع الله عند البلاء ..
الثاني : التعامل مع الله بالصبر عند البلاء
فإذا قررت أن تكون
من أهل هذا التعامل مع الله , فابشر , فستفتح لك أبواب الحسنات
فتحًا مبينًا , يقول الله تعالى :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
سورة الزمر : 10
( بغير حساب ) يقول أحد المفسرين : ليس يوزن لهم ,
و لا يكال إنما يُغرف لهم غرفًا , لدرجة أن الذين لم يصبهم
بلاء يتمنون مكانهم يوم القيامة , يقول النبي صلى الله عليه و سلم
: ( ليودَّنَّ أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض
مما يرون من ثواب أهلالبلاء )
رواه الترمذي
هذا غير تكفير الذنوب , لكن بشرط أن تحتسب الأجر ,
بحيث أنك لم تصبر إلا لله , لا لأنه لا يوجد اختيار آخر
المسألة ليست سهلة , لكن اصبر
الصبر مثل اسمه , مر مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل
ثالثًا : توجد مرتبة أعلى , حيث يوجد تعامل أرقى من الصبر
تتعامل فيه مع الله , إنه (الرضا) , أن تكون راضٍ بمصيبتك
الصابر كاره لمصيبته , لكنه صابر , أما الراضي فإنه يشعر بشيء آخر
, فهو راضٍ عن الله , ليس فقط صابر بل راضٍ تمام الرضا
قد يقول قائل : كيف يحس بالرضا و هو يتألم !؟
أمن الممكن أن يجتمع الألم مع الرضا !
طبعًا ممكن .. ألا ترى أن المريض يشتري الدواء المر
فيشربه و هو راضٍ به , مع أنه مر !
حقنة يتألم منها , لكنه راضٍ بها ,
لدرجة أنه يشتريها بأغلى ماله
كن أنت مع البلاء كذلك , فإذا رضيت عن ربك فالحمد لله
ابشرك , سيرضى الله عنك , قال صلى الله عليه و سلم :
( فمن رضي فله الرضا ) هذا هو التعامل الثالث ,
هذا هو التعامل الراقي , الذي يمكن أن يكون بينك و بين الله
و إذا أحببت أن ترتفع أكثر في تعاملك مع الله , فيمكنك ذلك
أما تحب أن تكون في القمة , قمة التعامل مع الله أثناء البلاء !؟
رابعًا : أفضل ما تفعله عند البلاء أن تكون من النوع الرابع ,
و هو الذي إذا وقع البلاء عليه شكر , يشكر ؛
لأنه يفرح بالبلاء , قال صلى الله عليه و سلم :
( و لأحدهم كان أشد فرحًا بالبلاء , من أحدكم بالعطاء )
رواه ابن ماجه
ليس كل أحد يستطيع أن يصل إلى هذه المرحلة
يفرح ؛ لأنه يعرف أنه ستزيد حسناته , و تكفر سيئاته ,
و يعلم أن ذلك من تقدير أرحم الراحمين .. أرحم به من نفسه
فيعلم أنها خير له , فيفرح , يعلم أن هذه المصيبة أهون من غيرها
, أهون مما يمكن أن يكون أشد , أصابت غيره ما أصابته , فيفرح
يقول أحدهم : رأيت مرة أحد الصالحين , و قد أصابته قرحة في أصبعه
, فقلت له : ألا تتشكى ؟ ألا تتألم ؟
فقال : أرأيت لو كانت في وجهي ؟ أرأيت لو كانت في لساني؟
أرأيت لو كانت في عيني ؟
يقول هذا الرجل : فما زال يقول لي: أرأيت .. أرأيت.. أرأيت ..
حتى ظننت أن هذه القرحة هي أعظم نعمة أنعم الله بها عليه
.. هذا شكر .. مرحلة راقية عالية
هذه أربعة أنواع من التعامل مع الله , يمكن أن تختار أحدها
إذا وقع عليك البلاء .. فإما أن تعامل الله بالتسخط
و إما أن تعامله بالصبر , و إما أن تعامله بالرضا
و إما أن تعامله بالشكر
نسأل الله أن يرفع البلاء عن جميع المسلمين
نسأل الله أن يرضى عنا و عنكم , و يغفر لنا و لكم
و يجعلها رفعة في الدرجات , و تكفيرًا في الخطيئات
و رضًا عند فاطر الأرض و السماوات
و الحمد لله رب العالمين