السلام عليكم ورحمة الله
أخواتي- أخواني ....
القرآن الكريم كلام الله العظيم وصراطه المستقيم وحبله المتين الذي أخرجنا من الضلال الي الهدي ومن الظلمات إلي نور لا تنطفيء مصابيحه
.. وقراءته من أعظم الاعمال آجرآ ومن أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد الي ربه .... وله من الكرمات التي أختص بها الله عباده القارئين لِذِكْرِه الْحَكِيْم ويقول صلى الله عليه وسلم: " اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه "
وكلنا نقرأ كتاب الله .... البعض منا يقرأ ما يتيسر له من الآيات دبر كل صلاة .. وأخرون يقرأون ما يتيسر لهم كل يوم أو كل أسبوع وربما كل شهر .. وهناك من يقرأه مرة كل عام في شهر رمضان .. والكثير منا كما نعلم يتسابق في قراءته وختمه في هذا الشهر الكريم مرة أو ربما عدة مرات ....
ولكن هل نحن نقرأ القرآن بتدبر وتمعن وتفكر ليصل الي قلوبنا ام انه لم يتعدي سوي حناجرنا ..؟هذا السؤال يجب علي كل أخت مسلمة أن تسأله لنفسها ..
.. فكتاب الله ليس حروف وكلمات ننشغل بها دون معانيها ودون الوقوف علي مرادات الله سبحانه وتعالي منها .... كتاب الله آيات وتكاليف ووعد ووعيد وندءات ربانية أنزلها الله لنا وأمرنا بتفهمها وتدبرها والعمل بها ويقول جل وعلا في كتابه الكريم :{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }
فهيا أخواتي نقرأ كتاب الله بتمهل وتعقل وتدبر ونعيش في رحابه ونتأمل معانيه وأحكامه فما أحوجنا إليه لتحيا قلوبنا وتشفي صدورنا وتسكن جوارحنا ونهتدي به في دنيانا ونستضيء بنوره في آخرانا .. ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم القدوة والاسوة الحسنة
فقد روي عن حذيفة بن اليمان قال :" صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ... "ويقول إبن مسعود :" إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تصرف عنه "نسأل الله أن يرزقنا تلاوته أناء الليل واطراف النهار ويعيننا علي حفظه وتدبر معانيه ويوفقنا للعمل بما جاء به ويرزقنا شفاعته يوم القيامه ويجعله شاهداً لنا لا شاهداً علينا