ادخل الجنة بدون مشقة...ممكن؟؟
إن من الذين آمنوا وعملوا الصالحات من يدخل إلى عالم الصالحين يوم القيامة وينال درجتهم الرفيعة في الفردوس الأعلى من غير جهد جهيد، أو عمل ثقيل،
أو تضحية كبيرة، أو مشقة يكابدها، وإنما بنفحة من نفحات الله، فإن لله نفحات من تعرض لها لا يشقى أبداً. لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله في دنياكم هذه نفحات فتعرضوا لنفحات الله».
وإن لهذه النفحات مواطن وردت النصوص في الحث على التعرّض لتلك النفحات الإلهية فيها.. مثل:
أولاً: مجالس الذكر، فإن الله يغفر لمن يحضر تلك المجالس حتى لو كان جاء لحاجة، كما في الحديث المعروف «إن لله سيّاحين يتبعون حلِق الذكر..» سواء كان ذكراً باللسان أو بالقلب أو بالعقل وذلك في مجالس العلم وهو أفضل مجالس الذكر كلها.
ثانياً: ومن نفحات الله ما يكون في مجالس القضاء أو مجلس إمام تُعَزّره وتوقره.. فمن دخل على قاضٍ عادل يسدّده ويؤيده، أو مجلس إمام (أي ملك أو أمير أو شيخ) فنصحه بعد أن يحترمه ويوقره فقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر تؤدي إلى إنقاذ نفس أو إنصاف مظلوم أو رفع منكر.
ثالثاً: ومن نفحات الله ما يكون في مجلس مريض تزوره لله، فمنذ أن تخرج من مكانك متجهاً إلى بيت المريض أو مستشفاه تصطف الملائكة وراءك بالدعاء لك أن يغفر الله ذنوبك ويرفع درجتك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الذين يزورون المرضى لوجه الله.. {أولئك الخوّاضون في رحمة الله}.
رابعاً: ومن نفحات الله ما تصيب رجلاً يزور أخاه في ناحية من نواحي المدينة أو في مدينة أخرى لا يزوره إلا لله.. فهذا من الذين وجبت لهم محبة الله كما جاء في الحديث: «وجبت محبتي للمتزاورين فيّ» وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلّكم على رجالكم في الجنة؛ محمد في الجنة، وحمزة في الجنة، ورجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة».
خامساً: ومن نفحات الله ما يكون في المسجد ساعة صلاة الفجر فيه جماعة، فأولئك الذين هم في ذمة الله، وقال سيدنا عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحبّ إليّ من أن أقوم كل الليل.
سادساً: ومن نفحات الله أن تكون ممن ابتلاهم الله ببلاء في النفس والمال أو الولد فصبر لقوله تعالى: {وبشّر الصابرين}.
سابعاً: ومن نفحات الله أن تدعو الله بالفردوس الأعلى فتصادف ساعة استجابة، وما أكثر ساعات الاستجابة، فتدخل الفردوس بتلك الدعوة من غير جهد يذكر.
ثامناً: ومن نفحات الله شهادة من جيرانك بالخير، فإنك حينئذ تدخل الجنة بشهادتهم تلك على ما كان منك مادمت من أهل القبلة.
تاسعاً: ومن نفحات الله أن تدخل السرور على أهل بيتك أو أرحامك، فإن الله عز وجل يخلق من ذلك السرور ملكاً يؤنس وحشتك في القبر إلى أن تقوم الساعة فتدخل الجنة.. وتدخل السرور إما بإشباع جائع، أو بسقيا عطشان، أو بإبراء دين، أو بعفو عن معتد أو بتفريج كربٍ عن مكروب ونحو ذلك.
عاشراً: أن تشهد ليلة القدر كل عام فيضاعف الله أجرك أكثر من ألف شهر.. فهي ليلة المحظوظين، فمن حظي بها فقد حظي بالخير كله.
