الله المستعاااااااااااااان
الكلباني يؤكد أنها بتأثير اللاعبين الأجانب.. والعشماوي يفسرها بـ"ضَعْف الاهتمام الأسري"
في عيد الأضحى.. شباب سعوديون بـ"أوشام" و"سلاسل" بشعارات دينية و"نظارات كبيرة"
شقران الرشيدي – سبق- الرياض: صُدم كثير من الأسر من مرتادي الأسواق والمولات الكبيرة، ومراكز الترفيه بمدينة الرياض في عيد الأضحى هذا العام من ممارسات وتقليعات غريبة لا تمت لمجتمعنا المحافظ بصلة؛ يقوم بها قلة من الشباب السعودي، يضعون الوشم على أذرعتهم وسيقانهم، ويقصون شعورهم بشكل غريب ومنفر، ويرتدون الملابس الغربية الضيقة غير المحتشمة، ويضعون على أعينهم النظارات الملونة الكبيرة المضحكة، ويتجمعون في الشوارع للتفاخر بسياراتهم مرتدين ميداليات وسلاسل تحمل شعارات قد لا يفهمون مدلولاتها الثقافية والدينية والاجتماعية والشاذة.
عن هذا الموضوع يقول لـ"سبق" الموظف بهيئة الاتصالات محمد الكثيري: " مثل هذه الحركات زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة خاصة أمام الأماكن العائلية والتجمعات، رغم محاولات الهيئة الحد منها، ومن يقوم بها هم شباب يحاولون لفت الأنظار نحوهم بأي طريقة حتى باللبس الغريب المضحك".
ومن جانبها تعتقد المعلمة نورة العديلي أن مثل هذه المناظر لاستعراض الشباب والفتيات في الغالب هي محاكاة للغرب، نتيجة التأثر بحياتهم من خلال ما يشاهدونه من الأفلام في القنوات الفضائية، وهي في النهاية قشور لا تعني الشيء الكبير. وتطالب العديلي عبر "سبق" الجهات المعنية في المجتمع برصد هذه الممارسات والعمل على معالجتها بمنطق العقل والحكمة.
وكنا قد التقينا ببعض هؤلاء الشباب في إحدى الأسواق الكبيرة غرب الرياض لنتعرف على مبرراتهم فيما يمارسونه من تقليعات وحركات غريبة.. يقول فهد لـ"سبق": " أنا حر فيما أرتديه وهذا شيء إيجابي أن ألبس أحدث الملابس والموضات، وأنا لا أضر أحداً، وهذه الملبوسات موجودة في السوق وبعضها أحضره من الخارج لأنه يناسبني، أما الوشم الذي تراه على يدي فهو مجرد حبر يزول بالماء". وفي ذات السياق يعتقد سالم أن من حق شباب اليوم مشاركة الآخرين ثقافتهم والتطلع للأفضل، فالعالم يتطور ولا ينطوي على نفسه ولا ينعزل عن العالم إلا المتخلف. ويقول: ".. وبعدين يا أخي هذي حياتي وأنا حر فيها، ألبس وأقص شعري وأروح وأجي على كيفي".
من جانبه, رأى الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم الأسبق، أن مثل هذه الممارسات تزايدت في المجتمع، وسببها عدة أطراف أهمها الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام. ويقول لـ"سبق": "هناك شباب صغار في السن يتأثرون على سبيل المثال باللاعبين الأجانب في الدوري السعودي الذين يضعون الوشوم على أجسادهم". ويضيف أن هؤلاء قد يكونون قدوة سيئة لشبابنا في مثل هذه الممارسات الشاذة المخالفة لتعاليم ديننا وشريعتنا الغراء، لذا وجب التمسك بالدين ورعاية الأسرة لأبنائها.
أما الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي، فيقول لـ"سبق":" الأسرة هي المسؤولة بشكل كبير عن مثل هذه الظواهر الغريبة الدخيلة على قيمنا وديننا". ويضيف العشماوي أن بعض الآباء والأمهات يحرصون على وجود أبنائهم وبناتهم في المنزل، معتقداً أنهم في أمان وهم لا يعلمون أنهم من خلال وسائل التواصل والإنترنت قد يمارسون أشياء غاية في السوء والخطورة فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وهم لم يبرحوا غرفهم، لذا الأهم هو التربية الصالحة والقدوة الحسنة والتقارب الأسري، كما يقول العشماوي.
أما الأخصائية الاجتماعية غادة الشامان فتقول لـ"سبق" :" هذه الممارسات تعود لمشكلات وصعوبات المراهقة والاعتداد بالنفس لدى المراهقين والمراهقات وطلبهم المزيد من الحرية والاستقلال، مع وجود صراعات داخلية تحتاج لضبط السلوكيات باحتوائهم وتقبلهم بحكمة وتروٍ وعدم رفضهم، والتعامل بالصبر والحوار وإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والعاطفية حتى يكونوا شباباً صالحين مفيدين للمجتمع".
ومن جانبه يرى أستاذ الإعلام بمعهد الإدارة العامة علي المطيري أننا لا نستطيع عزل الشباب عما يدور في العالم سواءً كان إيجابياً أم سلبياً, فوسائل التكنولوجيا الحديثة جعلت شباب العالم بأسره يشتركون في أشياء كثيرة ويتأثرون بينهم حتى وإن ابتعدت المسافات بينهم.
ويقول المطيري لـ"سبق" :" النقطة الأخرى التي يجب أن نطرحها هنا هو تسيد الثقافة الغربية للمشهد العالمي في كل شيء: سياسة, اقتصاد, فن, رياضة. إلخ. وتلك هي حقيقة يجب أن نقر بها، الثقافة الغربية بسلبياتها وإيجابياتها هي الأقوى والأكثر تأثيراً بين أوساط الشباب في العالم، حتى في المجتمعات المتقدمة صناعياً كاليابان والصين مثلاً تناقش بجدية تأثر مجتمعاتهم وشبابهم بتقليد التقليعات الغربية".
ويضيف: العولمة هي تيارٌ جارف لا نستطيع أن نفلتره ونختار ما نشاء إذا قبلنا بإيجابياته علينا أن نقبل بسلبياته، تلك هي الحقيقة بعيدة عن المثالية التي نرددها دائماً. ويؤكد المطيري أن الذي يزيد من هذا التقليد هو الأسلوب الوعظي العقيم في مناقشة مثل هذه القضايا من خلال فرض الوصاية على الشباب واستخدام مفردات مضحكة مثل الغزو الثقافي وما شابه ذلك.
ويطالب المطيري بإقناع الشباب بالقيم الصحيحة وبمحدداتها لا أن نجرمهم ونؤنبهم على أفعالهم وتقليعاتهم، وبالتالي تكون النتيجة عكسية، أما فيما يتعلق بتركهم للأمور الإيجابية في الثقافة الغربية كقيم العمل والانضباط والإنتاجية والاهتمام بالقشور فإن هذه القيم هي منتج ثقافي بالأساس، بمعنى: ممكن أن يتعلم الشباب الثقافة وتقليعاتها، لكن ليس بالسهولة تعلم قيم حياتية إيجابية تولد من رحم الثقافات المنتجة والمتسيدة للعالم اليوم، بحسب ما يؤكده المطيري.
اللهم اهد شبابنا وبناتنا ياااااارب