غِنى- عضو فضي
- عدد المساهمات : 1704
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
من طرف غِنى الأحد نوفمبر 27, 2011 8:08 pm
فماذا قدمتِ أخية و العمر يمر و الدقائق ترحل و الثواني تدق
انظري معي إلى هذه القصة التي قصها شيخي الفاضل محمد الصاوي "كيف الحال يا شباب "سأحكيها لكنّ باختصار يقول أنه كان في زيارة لأحد المدن العربية لألقاء محاضرة
وفي طريقه وجد الطريق مزدحما فسأل هو ومن معه عن الامر فقالوا : اليوم جنازة أحد الابطال
فسألوا عن العنوان و ذهبوا و هناك دخل الشيخ لتعزية الاب فقال : أحسن الله عزاؤك
فرد الاب: لا تعزيني يا شيخ فأنا ابني كان عاقا ولم يكن يسجد لله سجدة و اليوم مات على طاعة الله ثم جلس الشيخ فاقترب منه أخو هذا الشاب و قال له ساحكي لك يا شيخ قصة اخي
أخي كان عاقا بابي و أمي ، كان مدمنا للمخدرات ، أذكر أنه كان يشد امي من شعرها لتعد له الطعام هو وندمائه ومع ذلك كانت أمي تصلي و تدعو له و تقول : قلب ابني سعد بين يديك فاصلحه ثم أصبح أخي مطاردا من قبل الشرطة بسبب جرائمه فساعده أحد أصدقائه على السفر خارج البلاد
وتزوج بأروبية و انقطع عنا ثم بعد أربع سنوات حن إلى الوطن فرجع فرحت أمي
لكننا وجدناه على نفس حاله بل أسوأ
كان له في كل شارع صيت فقالوا : عاد الزعيم عاد الزعيم
ثم بدأ يجتمع بهم ثانية و في يوم من الأيام و هو جالس في أحدى الاستراحات التي كان يعدها هو واصدقائه
جاء إليه رجل صالح ووقف ليخاطبهم ثم وجه خطابه إلى أخي فقال:
(أنت ماذا ستقول لربك حين نزولك إلى قبرك ، هل ستنفعك دنياك ، شبابك ، أصدقاؤك ، قوتك ، لاشئ سيكون معك )
فاستأذن أخي أصدقائه وركب سيارته وفي سيارته كانت البداية ، بدأ يبكي ويقول :
أه انا مسلم سيحاسبني ربي ، قبري ينتظرني ، ترى ماذا قدمت أمامي
فرجع إلى البيت و كانت أمي تصلي و كان أول شئ فعله انحنى إلى فدم أمي
يقبلها ودموعه تبلل رجل امي فقالت أمي: ابني سعد هداك ربي هداك ربي ماذا بك؟
فسمعته يقول : لقد ابصرت طريق النور يا أمي ومن اليوم سترين سعد آخر
سأكون بارا بكِ يا أمي
لا مسكرات ، لا مخدرات
و أخذ يضم أمي إلى صدره دخل إلى غرفته أخذ يرمي الصور والمجلات و أخرج كيسا مملؤ بالمخدرات وأفرغه في الحمام
واشترى سجادة صلاة يا سبحان الله كان أول يوم يصف أخي قدميه في محراب الصلاة
كنت أسمع نشيجه : يا رباه أنا عبدك التائب إن لم ترحمني فمن يرحمني
وحاول أصدقاء السوء في هذين اليومين أن يرجعوه إلى طريق الحرام لكنه كان أقوى من ذلك
وفي الليلة التالية جمع أصدقائه و كان العدد كبيرا فقد سمع أهل الشر قصة توبة أخي فجاءوا ليسمعوا بهذه القصة العجيبة
تكلم معهم و الدموع تسيل من عينيه :
يا شباب أنا سعد أنت تعرفونني
يا شباب لا سعادة في الطريق التي أنتم عليها
من علمكم المخدرات ؟أنا من علمكم السهر أنا ؟
من كان يصطاد لكم الفتيات أنا؟
من كان يدل على الخزائن والاموال أنا !!
حقيقة أنني كنت أتظاهر بالسعادة حين أحصل على ما أريد
لكن الحقيقة أن قلبي كان مملوءا بالآم
اتصدقون يا شباب لقد ذهبت كل هذه الآم في دمعة واحدة
أرجوكم أبكوا الان 0000 أرجوكم أذرفوا دموعكم الآن ....، توبوا إلى الله الآن
ظل سعد على هذا الحال ثلاثة أيام متتالية حتى رجع معظم أصحابه
ما أجمل الصحبة الصالحة ،
لقد كنت صديقا صالحا يا سعد
مهلا يا أخوات !!!!!!!
هل تعلمون كم مر على عمر سعد؟؟
خمس أيام فقط ؟؟؟؟
ففي اليوم الخامس في العاشرة صباحا كانت والدته تناديه للافطار
لكنه لم يكن يرد ، جلس في مصلاه يصلي و كان في التشهد
جاء اخوه فاكتشف أنه ميتا
دوى التكبير في البيت و بكوا جميعا فرحا لأنه مات وهو يصلي
سبحان الله كان عمره خمس ايام فقط لكنه فعل الكثير فيهم فرزقه لله حسن الخاتمة
لم يدخر وقتا لخدمة دينه ففاز ونال رضا ربه
فما أجمل ان يطيع الانسان ربه و أن يجعل عمره معمورا بذكره