أوهام الحب الأول
أوهام الحب الأول
تكاد لا تخلو حياة إنسان من ذكريات كثيرة جدا سعيدة و تعيسة
.. و يتذكر في العديد من المواقف التي تواجهه في الحياة يتذكر ماضيه و طفولته و شبابه و معه يمر أمام ناظريه شريط مصور لحياته المفعمة من السعادة و الحزن و الفرح و التعاسة و يكاد الحب يحتل الصدارة في ذاكرة أي إنسان لأنه يمثل لكل واحد منا الكثير .. حيث أحلام الشباب و سعادة الطفولة و براءتها..
و يكاد يكون في حياة كل واحد منا حب قديم هو بمثابة خنجر مغروس في أعماق قلبه و في أعماق روحه
.. كلما تذكره تذكر معه الصبا و الشباب و الأحلام التي لم تكن تحدها حدود
و الأماني التي خالطت روحه و الأفكار التي كانت تطاول عنان السماء..
و تمر الأيام و تسير الحياة و لا تنتظر أحد فالقاطرة تسير دائما بسرعة ثابتة
..لكننا نشعر في بعض الأحيان حينما نكون سعداء أنها تسير بسرعة فلا نتمنى سوى أن تخفف السرعة حتى نعب من كوثر السعادة و من ينابيع الحب الجارف لكن هيهات..
لكن حينا تغطي ملامحنا الكآبة و حينما تملأ أعيننا الدموع و حين تتكدس السحب السوداء في سماء حياتنا
.. و حين تحاصرنا الهموم و يطاردنا اليأس نتمنى لو تمر هاته اللحظات العصيبة بسرعة البرق ..
و سرعان و ينعم علينا الله برحمته الواسعة و تشرق شمس السعادة من جديد في حياتنا و لا تبقى سوى الذكريات في نفوسنا
..
لكن حينما نتكلم عن الحب الأول نجد بعض الخصوصية و التعقيد
.. فبعيدا عن مغامرات الشباب الطائشة يظل الحب الأول يسكن في أعماق الكثير منا و يمنعه من الحصول على السعادة و الهناء في حياته فيظل ينغص عليه حياته و تتراكم الذكريات مثل السحب السوداء في سماء حياته حتى تمنع عنه النور ثم تمنع عنه الهواء و الحياة و يتحول شيئا فشيئا إلى خيال يسير على الأرض .. لا يمكنه إعادة الماضي و لا يمكنه تغيير الحاضر و لا العيش فيه
إن الحب شيء جميل والحب الذي نصادفه في شبابنا لا يعدو أن يكون اكتشافا للحياة ..
و الحبيب الذي يعشش في خيال كل واحد
..كل رجل و كل امرأة . لا يعدو أن يكون نسخة غير حقيقية من الشخص الذي أحببناه بعد أن خلصناه من كل العيوب و من كل النقائص فتحول في حياتنا و في خيالنا إلى ما يشبه الملاك... و عندما لا يقدر لنا العيش معه في الواقع نستنسخ من حبيبنا صورة خيالية نحتفظ بها إلى الأبد و تظل تمنعنا من أن نعيد استمتاعنا بالحياة و بالحب من جديد .. لأنه مهما عرفنا بعد الحب الأول لا يمكن أن نجد في الواقع ملاك في هيئة إنسان أو بعبارة أخرى لا يمكن العثور في أرض الواقع على إنسان كامل..
و الدليل
.. فبعد الزواج في الحالات التي ربطت الزوجين علاقات حب أسطورية أفلاطونية .. حدثت بينهم أيضا الخلافات ..لا أقول حينما سقطت الأقنعة و لكنني أقول حينما زالت غشاوة الجلال و الكمال عن الحبيب و تحول إلى إنسان عادي بكل ما فيه من جمال الملائكة و من قبح الشياطين و في هاته الحالة يعيد كل واحد من الزوجين إعادة تقييم الحالة ..فهناك فرق كبير جدا بين الواقع و الحلم .. و بين أحكام القلب و بين أحكام العقل..
دعوة أخيرة
..للمحبين و العاشقين و للمتألمين و الذين ما تزال قلوبهم تنزف من جراح الحب الأول.. أفيقوا من غفوتكم و استمتعوا بالحياة .. فالحياة أقصر من أن نقضيها في الألم و العذاب و نسجن قلوبنا في أقفاص الوهم و زنازين التعاسة و الشقاء..علينا أن نطلقها مثل العصافير الحرة التي لا ترضى سوى بالحرية و نور الشمس
أوهام الحب الأول
تكاد لا تخلو حياة إنسان من ذكريات كثيرة جدا سعيدة و تعيسة
.. و يتذكر في العديد من المواقف التي تواجهه في الحياة يتذكر ماضيه و طفولته و شبابه و معه يمر أمام ناظريه شريط مصور لحياته المفعمة من السعادة و الحزن و الفرح و التعاسة و يكاد الحب يحتل الصدارة في ذاكرة أي إنسان لأنه يمثل لكل واحد منا الكثير .. حيث أحلام الشباب و سعادة الطفولة و براءتها..
و يكاد يكون في حياة كل واحد منا حب قديم هو بمثابة خنجر مغروس في أعماق قلبه و في أعماق روحه
.. كلما تذكره تذكر معه الصبا و الشباب و الأحلام التي لم تكن تحدها حدود
و الأماني التي خالطت روحه و الأفكار التي كانت تطاول عنان السماء..
و تمر الأيام و تسير الحياة و لا تنتظر أحد فالقاطرة تسير دائما بسرعة ثابتة
..لكننا نشعر في بعض الأحيان حينما نكون سعداء أنها تسير بسرعة فلا نتمنى سوى أن تخفف السرعة حتى نعب من كوثر السعادة و من ينابيع الحب الجارف لكن هيهات..
لكن حينا تغطي ملامحنا الكآبة و حينما تملأ أعيننا الدموع و حين تتكدس السحب السوداء في سماء حياتنا
.. و حين تحاصرنا الهموم و يطاردنا اليأس نتمنى لو تمر هاته اللحظات العصيبة بسرعة البرق ..
و سرعان و ينعم علينا الله برحمته الواسعة و تشرق شمس السعادة من جديد في حياتنا و لا تبقى سوى الذكريات في نفوسنا
..
لكن حينما نتكلم عن الحب الأول نجد بعض الخصوصية و التعقيد
.. فبعيدا عن مغامرات الشباب الطائشة يظل الحب الأول يسكن في أعماق الكثير منا و يمنعه من الحصول على السعادة و الهناء في حياته فيظل ينغص عليه حياته و تتراكم الذكريات مثل السحب السوداء في سماء حياته حتى تمنع عنه النور ثم تمنع عنه الهواء و الحياة و يتحول شيئا فشيئا إلى خيال يسير على الأرض .. لا يمكنه إعادة الماضي و لا يمكنه تغيير الحاضر و لا العيش فيه
إن الحب شيء جميل والحب الذي نصادفه في شبابنا لا يعدو أن يكون اكتشافا للحياة ..
و الحبيب الذي يعشش في خيال كل واحد
..كل رجل و كل امرأة . لا يعدو أن يكون نسخة غير حقيقية من الشخص الذي أحببناه بعد أن خلصناه من كل العيوب و من كل النقائص فتحول في حياتنا و في خيالنا إلى ما يشبه الملاك... و عندما لا يقدر لنا العيش معه في الواقع نستنسخ من حبيبنا صورة خيالية نحتفظ بها إلى الأبد و تظل تمنعنا من أن نعيد استمتاعنا بالحياة و بالحب من جديد .. لأنه مهما عرفنا بعد الحب الأول لا يمكن أن نجد في الواقع ملاك في هيئة إنسان أو بعبارة أخرى لا يمكن العثور في أرض الواقع على إنسان كامل..
و الدليل
.. فبعد الزواج في الحالات التي ربطت الزوجين علاقات حب أسطورية أفلاطونية .. حدثت بينهم أيضا الخلافات ..لا أقول حينما سقطت الأقنعة و لكنني أقول حينما زالت غشاوة الجلال و الكمال عن الحبيب و تحول إلى إنسان عادي بكل ما فيه من جمال الملائكة و من قبح الشياطين و في هاته الحالة يعيد كل واحد من الزوجين إعادة تقييم الحالة ..فهناك فرق كبير جدا بين الواقع و الحلم .. و بين أحكام القلب و بين أحكام العقل..
دعوة أخيرة
..للمحبين و العاشقين و للمتألمين و الذين ما تزال قلوبهم تنزف من جراح الحب الأول.. أفيقوا من غفوتكم و استمتعوا بالحياة .. فالحياة أقصر من أن نقضيها في الألم و العذاب و نسجن قلوبنا في أقفاص الوهم و زنازين التعاسة و الشقاء..علينا أن نطلقها مثل العصافير الحرة التي لا ترضى سوى بالحرية و نور الشمس