..,,السَّكِينَة وَآيَاتهَا السِّتْ وَحَاجَةُ المؤْمِن إِلَيْهَا,,..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم رسولنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد,
جهل من جهل وعلم من علمه الله,
حيارى يتيهون في أرض الله, استهوتهم الشياطين, ضلوا وأضلوا , بحثوا عن الحقيقة في السراب ,بحثوا عن الهدوء وراحة البال
في معصية الله ,,
كيف !! قل لي بالله عليك هل ستجد الراحة وأنت معلق بغير الله ,,
كيف تبحث عن العلاج وأنت تستعمل الداء ذاته..
كثرت الأمراض النفسية والأمراض القلبية ,والخلافات الإجتماعية,
تجد مستشفيات العلاج النفسي والأمراض النفسية قد مُلئت بهؤلاء الضعفاء ,,
وهنا ظهر من ادَّعى أنه البطل وأنه المنقذ من الأوحال ظهر من وحل إلى وحل
ومن خراب إلى خراب ومن هلاك إلى هلاك...
دعاياتهم / تعلم فن الاسترخاء , لراحة البال, لتهدئة الأعصاب, مع غرف الموسيقى يرتاح بالك,,
حسبهم وكفا ...دعايات واهية باطلة ضالة ,أضلت الكثير من عامة الأمة ,,
ظهر في هذا الزمان غرف للعلاج النفسي بالآلات الموسيقية والمعازف بحجة أنها تهدئ الأعصاب, وتعالج الأمراض النفسية المستعصية ,
أين هؤلاء من كتاب الله ,,أين حارت عقولهم حتى تاهت في هذه الأوحال,
أما علموا أن العلاج في كتاب الله وأن السكينة وراحة البال مع كلام الله تعالى,
وأن في كتاب الله العلاج لمن بحث عنه وطلب أسبابه
, . , . , . , . , . , . , . , . ,
((وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً))الإسراء (82)
السَّكِينَة
طلب ومطلب عظيم لا تتهاون فيه بل اطلب السكينة من الله تعالى..
أتدري ما هي حاجة المؤمنين إلى السكينة ؟؟؟
السكينة تُضفي على القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة بردا وسلاما و طمأنينة و ارتياحا "
فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أهمية السكينة ، و أن بعض المواقف تحتاج الى تنزّل السكينة أكثر من مرة لأهميتها في تجاوز ذلك الموقف, ولا يُعلم عن مؤمن عاقل لا يطلب السكينة ولا يبحث عن أسبابها..
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن القيم : كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة.
السكينة تسكن الخوف .. وتسلي الحزين والضجر .. وتجدد العزم والثبات والنشاط
من يبحث عن المعصية إذا نزلت عليه السكينة اعتاض بلذتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية فاستراحت بها نفسه فإذا تألقت بروق المعاصي قال :
تألق البرق نجدياً فقلت له *** يا أيها البرق إني عنك مشغول
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) قال : السكينة : الرحمة ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) قال : إن الله - جل ثناؤه - بعث نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدقوا بها زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها زادهم الصيام ، فلما صدقوا به زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم ، فقال ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) قال ابن عباس : فأوثق إيمان أهل الأرض وأهل السماوات وأصدقه وأكمله شهادة أن لا إله إلا الله .
(( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة))
قوله -يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم - يتلونه : يقرءونه و يتدارسونه أي : يدرس بعضهم على بعض .
-إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة -نزلت عليهم السكينة يعني : في قلوبهم و هي الطمأنينة و الاستقرار ، و غشيتهم الرحمة : غطتهم و شملتهم..
وقد يشعر بذلك من يعلم كتاب الله تعالى فيجد بعض الأحيان أن الطلاب في حالة هدوء وسكون عجيب وقلوبهم خاشعة وأعينهم دامعة من خشية الله وهذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (نزلت عليهم السكينة).
وأصل السكينة في القلب ثم تفيض بعد ذلك على الجوارح، فترى على جوارح الإنسان المطمئن بذكر الله تعالى وعبادته أثر السكينة والهدوء والخشوع،,
كما ذكر سبحانه وتعالى في سورة الفرقان {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }
الفرقان 63
هوناً/ بِالْحِلْمِ وَالسَّكِينَة وَالْوَقَار غَيْر مُسْتَكْبِرِينَ , وَلَا مُتَجَبِّرِينَ , وَلَا سَاعِينَ فِيهَا بِالْفَسَادِ وَمَعَاصِي اللَّه.
و كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ا.هـ
فلها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته..
يارباه ! ما أشد حاجتنا إلى هذا العلاج القرآني ، و حالات القلق و الهموم و الإضطرابات العصبية و الأحزان ..، قد عصفت بكثير من أبناء الجيل ، فجعلتهم ما بين جريح و قتيل ، مع أن العلاج بسيط جدا ، و الوصفة يملكها كل مسلم..
.................................................. ..................
تتنزل السكينة على قلب المؤمن في عدة حالات ومن أبرزها::
تنزل السكينة حال الصلاة، وينبغي للعبد أن يحرص عليها، ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا} فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يركض الإنسان إلى الصلاة، وأمر أن يأتي للصلاة وعليه السكينة؛ لأن العبادة ينبغي أن يقبل عليها العبد بهدوء وبسكينة وبطمأنينة نفس، أما الإنسان الذي يلهث من شدة الركض والعناء؛ فإنه لا يقبل على صلاته كما ينبغي.
ولهذا جاء في البخاري ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه: {أنه جاء والرسول صلى الله عليه وسلم راكع، فأسرع وقد حفزه النفس، ثم ركع ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم سأل من الذي أتى وهو راكع؟ فقال: أنا يا رسول الله، وذكر له الحال. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصاً ولا تعد} لا تعد لمثل هذا وائت إلى الصلاة وعليك السكينة والوقار، فما أدركت فصل وما فاتك فاقض.
وكذلك تكون السكينة في حال الحج أيضاً، ولذلك أفاض النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة ، وعليه السكينة، ومعه ما يزيد على مائة ألف حاج، فكان يقول: {أيها الناس عليكم بالسكينة، عليكم بالسكينة، عليكم بالسكينة} كما في الصحيحين . فأفاض النبي عليه الصلاة والسلام وعليه السكينة وأمر أصحابه بالسكينة وبالهدوء الذي يتناسب مع حرمة الحج وحرمة العبادة.
وتنزل السكينة أيضا عند تلاوة القرآن كما في قصة أُسيد بن حضير رضي الله عنه.
إذاً:
هذه السكينة مطلوبة من العبد في كل حال وينبغي للإنسان أن يحرص عليها في حال العبادة كما يحرص عليها في جميع الأحوال.
سكنت القلوب إلى مولاها ..لم تعد تسعى إلى دنياها
سكنت القلوب حتى أقبلت.. في حنين لم تعد لهواها
قد ربى القلب ساكنا حتى...غدا قلب خاشع أواها
آيات السكينة " التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الجهبذ ابن القيم – رحمهما الله – وقد ذكرت ذلك في كتاب ( فتح الحق المبين في أحكام الصرع والسحروالعين(:
فتأمل نزول السكينة في الساعات الحرجة و لحظات الإضطراب ، ثم تأمل حساسية المواقف التي نزلت فيها تلك الآيات و تنوع أشكالها ، لعلك تُدرك أثر السكينة في تثبيت النفس و سكون اضطرابها ، و عميق ما تُخلفه من ظلال وارفة على القلب قد آتت ثمارها .
قال ابن القيم : ( ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين) منزلة " السكينة " 0
هذه المنزلة من منازلالمواهب 0 لا من منازل المكاسب 0 وقد ذكر الله سبحانه " السكينة " في كتابه في ستةمواضع :الأول : قوله تعالى :
(.. وَقـال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ..)
( سورة البقرة – الآية 248 )
..................................
الثاني : قوله تعالى :
في يوم حنين و في تلك الساعات الحرجة
(.. ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.. )
( سورةالتوبة – الآية 26 )
...............................
الثالث : قوله تعالى :
( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍلَمْ تَرَوْهَا )
( سورة التوبة – الآية 40 )
....................................
الرابع : قوله تعالى :
( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِيقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
( سورة الفتح – الآية 4 )
.....................................
الخامس : قوله تعالى :
( لَقَدْ رَضِى اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)
( سورة الفتح – الآية 18 )
.......................................
السادس : قوله تعالى :
(.. إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا في قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ 000 الآية... )
( سورة الفتح – الآية 26 )
فهذه آيات السكينة في القرآن ، و هذا بعض أثرها على قلبك أيها الإنسان ، فلتحفظها و لتكن منك على بال ، و لنقرأها على أنفسنا و أزواجنا و الأطفال ، فإن الأثر عظيم ، و النتيجة معلومة .
اللهم لولاك ما اهتدينـا و لا تصدقنا و لا صلينا
فأنزلـن سكينة علينـا و ثبت الأقدام إن لاقينا
ومن هنا فإنه لا يجوز أن يأتي معالج اليوم ويقول آيات العطف ، أو آيات الصرفونحو ذلك من مسميات أخرى ، فبحمد الله قد كفينا بما في كتاب ربنا وسنة نبينا صلىالله عليه وسلم ..
_________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم رسولنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد,
جهل من جهل وعلم من علمه الله,
حيارى يتيهون في أرض الله, استهوتهم الشياطين, ضلوا وأضلوا , بحثوا عن الحقيقة في السراب ,بحثوا عن الهدوء وراحة البال
في معصية الله ,,
كيف !! قل لي بالله عليك هل ستجد الراحة وأنت معلق بغير الله ,,
كيف تبحث عن العلاج وأنت تستعمل الداء ذاته..
كثرت الأمراض النفسية والأمراض القلبية ,والخلافات الإجتماعية,
تجد مستشفيات العلاج النفسي والأمراض النفسية قد مُلئت بهؤلاء الضعفاء ,,
وهنا ظهر من ادَّعى أنه البطل وأنه المنقذ من الأوحال ظهر من وحل إلى وحل
ومن خراب إلى خراب ومن هلاك إلى هلاك...
دعاياتهم / تعلم فن الاسترخاء , لراحة البال, لتهدئة الأعصاب, مع غرف الموسيقى يرتاح بالك,,
حسبهم وكفا ...دعايات واهية باطلة ضالة ,أضلت الكثير من عامة الأمة ,,
ظهر في هذا الزمان غرف للعلاج النفسي بالآلات الموسيقية والمعازف بحجة أنها تهدئ الأعصاب, وتعالج الأمراض النفسية المستعصية ,
أين هؤلاء من كتاب الله ,,أين حارت عقولهم حتى تاهت في هذه الأوحال,
أما علموا أن العلاج في كتاب الله وأن السكينة وراحة البال مع كلام الله تعالى,
وأن في كتاب الله العلاج لمن بحث عنه وطلب أسبابه
, . , . , . , . , . , . , . , . ,
((وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً))الإسراء (82)
السَّكِينَة
طلب ومطلب عظيم لا تتهاون فيه بل اطلب السكينة من الله تعالى..
أتدري ما هي حاجة المؤمنين إلى السكينة ؟؟؟
السكينة تُضفي على القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة بردا وسلاما و طمأنينة و ارتياحا "
فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أهمية السكينة ، و أن بعض المواقف تحتاج الى تنزّل السكينة أكثر من مرة لأهميتها في تجاوز ذلك الموقف, ولا يُعلم عن مؤمن عاقل لا يطلب السكينة ولا يبحث عن أسبابها..
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن القيم : كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة.
السكينة تسكن الخوف .. وتسلي الحزين والضجر .. وتجدد العزم والثبات والنشاط
من يبحث عن المعصية إذا نزلت عليه السكينة اعتاض بلذتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية فاستراحت بها نفسه فإذا تألقت بروق المعاصي قال :
تألق البرق نجدياً فقلت له *** يا أيها البرق إني عنك مشغول
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) قال : السكينة : الرحمة ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) قال : إن الله - جل ثناؤه - بعث نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - بشهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدقوا بها زادهم الصلاة ، فلما صدقوا بها زادهم الصيام ، فلما صدقوا به زادهم الزكاة ، فلما صدقوا بها زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم ، فقال ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) قال ابن عباس : فأوثق إيمان أهل الأرض وأهل السماوات وأصدقه وأكمله شهادة أن لا إله إلا الله .
(( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة))
قوله -يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم - يتلونه : يقرءونه و يتدارسونه أي : يدرس بعضهم على بعض .
-إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة -نزلت عليهم السكينة يعني : في قلوبهم و هي الطمأنينة و الاستقرار ، و غشيتهم الرحمة : غطتهم و شملتهم..
وقد يشعر بذلك من يعلم كتاب الله تعالى فيجد بعض الأحيان أن الطلاب في حالة هدوء وسكون عجيب وقلوبهم خاشعة وأعينهم دامعة من خشية الله وهذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (نزلت عليهم السكينة).
وأصل السكينة في القلب ثم تفيض بعد ذلك على الجوارح، فترى على جوارح الإنسان المطمئن بذكر الله تعالى وعبادته أثر السكينة والهدوء والخشوع،,
كما ذكر سبحانه وتعالى في سورة الفرقان {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }
الفرقان 63
هوناً/ بِالْحِلْمِ وَالسَّكِينَة وَالْوَقَار غَيْر مُسْتَكْبِرِينَ , وَلَا مُتَجَبِّرِينَ , وَلَا سَاعِينَ فِيهَا بِالْفَسَادِ وَمَعَاصِي اللَّه.
و كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة ا.هـ
فلها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته..
يارباه ! ما أشد حاجتنا إلى هذا العلاج القرآني ، و حالات القلق و الهموم و الإضطرابات العصبية و الأحزان ..، قد عصفت بكثير من أبناء الجيل ، فجعلتهم ما بين جريح و قتيل ، مع أن العلاج بسيط جدا ، و الوصفة يملكها كل مسلم..
.................................................. ..................
تتنزل السكينة على قلب المؤمن في عدة حالات ومن أبرزها::
تنزل السكينة حال الصلاة، وينبغي للعبد أن يحرص عليها، ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا} فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يركض الإنسان إلى الصلاة، وأمر أن يأتي للصلاة وعليه السكينة؛ لأن العبادة ينبغي أن يقبل عليها العبد بهدوء وبسكينة وبطمأنينة نفس، أما الإنسان الذي يلهث من شدة الركض والعناء؛ فإنه لا يقبل على صلاته كما ينبغي.
ولهذا جاء في البخاري ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه: {أنه جاء والرسول صلى الله عليه وسلم راكع، فأسرع وقد حفزه النفس، ثم ركع ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم سأل من الذي أتى وهو راكع؟ فقال: أنا يا رسول الله، وذكر له الحال. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصاً ولا تعد} لا تعد لمثل هذا وائت إلى الصلاة وعليك السكينة والوقار، فما أدركت فصل وما فاتك فاقض.
وكذلك تكون السكينة في حال الحج أيضاً، ولذلك أفاض النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة ، وعليه السكينة، ومعه ما يزيد على مائة ألف حاج، فكان يقول: {أيها الناس عليكم بالسكينة، عليكم بالسكينة، عليكم بالسكينة} كما في الصحيحين . فأفاض النبي عليه الصلاة والسلام وعليه السكينة وأمر أصحابه بالسكينة وبالهدوء الذي يتناسب مع حرمة الحج وحرمة العبادة.
وتنزل السكينة أيضا عند تلاوة القرآن كما في قصة أُسيد بن حضير رضي الله عنه.
إذاً:
هذه السكينة مطلوبة من العبد في كل حال وينبغي للإنسان أن يحرص عليها في حال العبادة كما يحرص عليها في جميع الأحوال.
سكنت القلوب إلى مولاها ..لم تعد تسعى إلى دنياها
سكنت القلوب حتى أقبلت.. في حنين لم تعد لهواها
قد ربى القلب ساكنا حتى...غدا قلب خاشع أواها
آيات السكينة " التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الجهبذ ابن القيم – رحمهما الله – وقد ذكرت ذلك في كتاب ( فتح الحق المبين في أحكام الصرع والسحروالعين(:
فتأمل نزول السكينة في الساعات الحرجة و لحظات الإضطراب ، ثم تأمل حساسية المواقف التي نزلت فيها تلك الآيات و تنوع أشكالها ، لعلك تُدرك أثر السكينة في تثبيت النفس و سكون اضطرابها ، و عميق ما تُخلفه من ظلال وارفة على القلب قد آتت ثمارها .
قال ابن القيم : ( ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين) منزلة " السكينة " 0
هذه المنزلة من منازلالمواهب 0 لا من منازل المكاسب 0 وقد ذكر الله سبحانه " السكينة " في كتابه في ستةمواضع :الأول : قوله تعالى :
(.. وَقـال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ..)
( سورة البقرة – الآية 248 )
..................................
الثاني : قوله تعالى :
في يوم حنين و في تلك الساعات الحرجة
(.. ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.. )
( سورةالتوبة – الآية 26 )
...............................
الثالث : قوله تعالى :
( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍلَمْ تَرَوْهَا )
( سورة التوبة – الآية 40 )
....................................
الرابع : قوله تعالى :
( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِيقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
( سورة الفتح – الآية 4 )
.....................................
الخامس : قوله تعالى :
( لَقَدْ رَضِى اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)
( سورة الفتح – الآية 18 )
.......................................
السادس : قوله تعالى :
(.. إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا في قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ 000 الآية... )
( سورة الفتح – الآية 26 )
فهذه آيات السكينة في القرآن ، و هذا بعض أثرها على قلبك أيها الإنسان ، فلتحفظها و لتكن منك على بال ، و لنقرأها على أنفسنا و أزواجنا و الأطفال ، فإن الأثر عظيم ، و النتيجة معلومة .
اللهم لولاك ما اهتدينـا و لا تصدقنا و لا صلينا
فأنزلـن سكينة علينـا و ثبت الأقدام إن لاقينا
ومن هنا فإنه لا يجوز أن يأتي معالج اليوم ويقول آيات العطف ، أو آيات الصرفونحو ذلك من مسميات أخرى ، فبحمد الله قد كفينا بما في كتاب ربنا وسنة نبينا صلىالله عليه وسلم ..
_________________________________