كلنا يطلب الهدي والهدايه من الله الحي القيوم ولكن لا بد له من العمل والتعلم
فهيا بنا نقف هذه الوقفة مع انفسنا ونسالها...
اخوانى وأخواتي في الله
كثيرًا ما سئلتم وما يزال السؤال مطروحًا إلى الآن ، لماذا دبَّ الوهن فينا ؟ لماذا لا يعتقد أي منَّا أنه أهل لأن يمكن له ؟ لماذا انتكس من انتكس ؟ لماذا تولى من تولى ؟ لماذا صرنا إلى نقصان بعد أن كنا في زيادة ؟…. إنه داء الفتور في الالتزام .
أخي في الله ..
هل كنت تحفظ القرآن ثم تركت ؟!
هل كنت تقوم الليل ثم نمت ؟!
هل كنت ممن يطلب العلم ثم فترت ؟!
هل كنت ممن يعمل في الدعوة ثم تكاسلت ؟!
هذا واقع مرير يمر به كثير من شباب الأمة ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وتمام العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية .
فكم من أعمال بدأت ولم تتم بسبب مرض الفتور !!
وكم من أعمال بمجرد أن بدأت ماتت وانتهت ، وهي مازالت مشروعات على الأوراق !
وكم من أناس ما زال الفتور بهم ، وتقديم التنازلات حتى وصل إلى ترك الدين بالكلية ، والبعد عن الدين بالمرة ، ونسيان الله بالجملة .
كم من أناس هم موتى اليوم ، وهم لا يشعرون ولا يعلمون ، هل هم أحياء أم ميتون ؟!! نسأل الله أن يحيي قلوبنا .
من أنت ؟!!
أخي في الله ..
لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك : ما اسمك عند رب العالمين ؟ فبم تجيب ؟ من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ، أو الذكر، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!
أجبني ـ أخي ـ الآن ، قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر ، يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .
إني أريد أن أسألك ما هي وظيفتك عند الله ؟!!إن أكثرنا ي
عمل لحساب نفسه ، ونسي الله الذي خلقه ، ما هي وظيفتك في خدام الله ؟! إن قلت لي : لا شيء . فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ، فإن لم يكن لك وظيفة عند ربك فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ، فإنما قيمة العبد عند الله حين يعظم العبد الله ، فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله في قلبك فأبدًا لا تطيق ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .
أخى... أختى...
لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ، لا تقل : كنت وكان وسوف ، فإنها حبائل الشيطان ، بل سل نفسك بصدق وفي الحال : من أنا عند الله ؟!
فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟! فإن تسرب إليك هاتف من يأس فذكرها بالله الرحيم ، فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ، فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ، وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
أخي ..اختى
أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ، والعمل كثير ، فإلى متى النكوص والفتور والتواني والكسل ، إلى متى هجران الطاعات ؟ وترك المندوبات ؟ بل قل : ترك الواجبات ، وآكد الفرائض المحتمات ، واستمراء المعاصي والسيئات ، والاجتراء على الوقوع في المهلكات .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واّله وصحبه أجمعين